٢. وفي تفسير العياشي عن حمران قال : سالت أبا عبدالله عليهالسلام عن المستضعفين ، قال : « هم ليسوا بالمؤمنين ، ولا بالكفار ، وهم المرجون لامر الله ». ١
تحدث القرآن الكريم عن مصير المشركين في الآخرة ، ففي بعض آياته وعدهم بالحرمان من المغفرة الالهية فقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ، ٢ ونرى في بعض آخر من آياته يوعدهم بالحرمان من دخول الجنة ، قال تعالى : ( مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) ، ٣ ووعدهم أيضاً في قسم ثالث من آياته بالخلود في النار ، كما في قوله تعالى : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) ، ٤ وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ... ). ٥
وقد يقال : إن خلود المشركين في النار قد ثبت عند حديثكم عن الكفار ، لأن الشرك من نوع من الكفر فما الفائدة في بحثه هنا بعنوان مستقل ؟
وللاجابة عن هذا السؤال نطرح سؤالاً آخر ، وهو هل إن الخلود في النار عام لجميع المشركين ، وللإجابة عن هذا السوال نطرح أيضاً سؤالاً ثالثاً ، وهو أنه هل يمكن أن يجتمع الشرك مع الايمان ؟ بحيث يكون الانسان مؤمناً ومشركاً في آن واحد.
وقد يكون الجواب في أول الأمر بالنفي ، ولكن عند التمعن في الآيات القرآنية نجد أنه ممكن ، وقد أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) ٦ فالمقصود من الشرك في هذه الآية هو
________________
١. تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٢٦١. |
٢. المائدة ، ٧٢. |
||
٣. النساء ، ١١٦. |
٤. التوبة ، ١٧. |
٥. البينة ، ٦. |
|
٦. يوسف ، ١٠٦.