العذاب ، وفي النتيجة يجدون الخلاص. ١
وبالنسبة إلى نفوس البلهاء فيقول عنهم شيخ الإشراق : أما نفوس البلهاء والصالحين الذين لم يكن معهم معصية باطلة وجهل ضار يجدون الخلاص. ٢
فيفهم من عبارة الشيخ بأن نفوس البلهاء الذين يكون معهم معاصٍ باطلة لا يجدون الخلاص من العذاب الأبدي كما هو مذهب الشيه الرئيس ابن سينا.
حاول صدر المتألهين الشيرازي التوفيق بين الشرع الذي أكد في العشرات من الآيات القرآنية على الخلود في جهنم ، وبين الأصول العقلية التي تبناها ، والدالة على عدم إمكان دوام العذاب على أحد ، فذهب إلى القول بالخلود النوعي حيث قال : وعندنا أيضاً أصول دالة على أن الجحيم وآلامها وشرورها دائمة بأهلها ، كما أن الجنة ونعيمها وخيراتها دائمة بأهلها ، إلّا أن الدوام لكل منهما على معنى آخر. ٣
وأشار في موضع آخر من كتاب الأسفار إلى هذا المعنى بقوله : فان قلت : هذه الأقوال الدالة على انقطاع العذاب عن أهل النار ـ وهي الأقوال التي نقلها عن ابن عربي والقيصري ـ ينافي ماذكرته سابقاً من دوام الآلام عليهم.
قلنا : لا نسلم المنافاة ، إذ لا منافاة بين عدم انقطاع العذاب عن أهل النار أبداً ، وبين انقطاعه عن كل واحد منهم في وقت ، ٤ ومن الأدلة والأصول العقلية التي استند اليها صدر المتألهين في إثبات الخلود النوعي وانكار الخلود الشخصي :
________________
١. شهاب الدين سهروردي ، مجموعة مصنفات شيخ الاشراق ، پرتونامه ، ص ٧٢.
٢. المصدر السابق. |
٣. الاسفار ، ج ٩ ، ص ٣٤٨ ، شواهد الربوبية ( المقدمة ) ص ٣١٤. |
٤. المصدر السابق ، ص ٣٥٠.