يذهب الاسماعيلية إلى أن الموالين للأئمة والمطيعين لهم والعارفين بفضلهم والمحبين لهم ، أولئك أهل الذين سبقت لهم منّا الحسنى ، لأن محبة وصي النبي ومعرفة فضله حسنة لاتضر معها سيئة ، لأن من تولّاه حقيقة الولاء لم تضره السيئات. ١
ويقول إخوان الصفا : الكفار يوم القيامة يخسرون أعمالهم ولا ينفعهم منها قليل ولا كثير ، وتغبن سيئاتهم حسناتهم فلا تفي ، بها وتغبن حسنات الذين آمنوا سيئاتهم ولا تضرهم ولا يؤخذون بها إذا كان رأس حسنات الذين آمنوا معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة أوليائه وطاعتهم ، ولا معصية تضرهم إذا أدّوا ما يجب عليهم ، وما يكاد يزلّ بهم القدمان جميعاً ، وإذا زلّت بأحدهم قدم اعتمد على الاخرى ، ورأس معاصي الذين كفروا الشرك بالله ومجد منازل أوليائه والتكبر عليهم والخروج عن طاعتهم ، ولا حسنة تنفعهم بعد ذلك من صلاة أو صيام ، ولا عمل ، كما قال الله عزّوجلّ : ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) ، ٢. ٣ فالمعيار في قبول الأعمال عند الاسماعيلية هو طاعة الأئمة والكافرون بولاية الأئمة لا تقبل أعمالهم مهما بلغت هذه الأعمال ، وقد أشار إلى هذا أيضاً جعفر منصور اليمن بقوله : فمن كفر بولاية أمير المؤمنين ولقي الله بذلك ، أحبط الله عمله ، وأضلّ سعيه وجعله هباءً منثوراً ، وأكبهم على وجوههم في النار ، وأنه ليوافي الرجل منهم يوم القيامة ، ولو أن له أعمالاً كالجبال الرواسي ، ولم يلق الله بولاية أمير المؤمنين ، فلا ينفعه عمله ، وقال الله عزّ وجلّ : ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ). ٤
________________
١. راجع : المصدر السابق ، ص ٣٢٧. |
٢. الفرقان ، ٢٣. |
٣. راجع : جامعة الجامعة ( من تراث اخوان الصفا ) ، ص ١٢٣ ، ١٢٤.
٤. راجع : الكشف ، ص ٣٨ ، ٣٧.