قاسى عذاباً مؤقتاً يطهره من الذنبوب ، وإذا كان قد ارتكب كثيراً من الخطايا ولكنه فعل بعض الخير ، لم يلبث في العذاب إلّا اثني عشر ألف عام يرفع بعدها إلى السماء. ١
يقول ويل ديورانت : إن الآري الهندي ـ مثل زميله الآري الفارسي ـ بدل أن يعتقد في تناسخ الأرواح على صور متتابعة آمن بعقيدة أبسط ، إذ آمن بالخلود الشخصي ، فالروح بعد الموت تلاقي إما عذاباً أو نعيماً ، فإما أن يلقيها ( فارونا ) في هوة مظلمة سحيقة أو في جهنم ذات السعير ، وإما أن يتلقاها ( ياما ) فيرفعها إلى الجنة حيث كل صنوف اللذائذ الأرضية قد كملت ودامت إلى أبد الآبدين. ٢
يذهب ويل ديورانت إلى أن كتاب العبرانيين المقدس لم يقل إلّا الشيء القليل عن خلود الثواب والعقاب ، ولكن هذه الفكرة أصبحت ذات شأن كبير في آراء الأحبار الدينية ، فقد صوروا النار على أنها جهنم أو شاول ـ شاول كانت في رأيهم مكاناً مظلماً تحت الأرض يذهب اليه جميع الأموات ـ وقسّموها كما قسّموا السماوات إلى سبع طبقات تتدرج في درجات العذاب ، ولا يدخلها من المختنين إلا أخبثهم ، وحتى الآثمون الذين يداومون على الإثم لا يعذبون فيها إلى أبد الآبدين ، بل إن كل من يلقون في النار يخرجون منها مرة أخرى إلا فئات ثلاث : الزاني ، ومن ينفضح غيره أمام الناس ، ومن يسب غيره. أما السماء فقد كانوا يصورونها في صورة حديقة تحوي جميع المسرات الجسمية والروحية. ٣
________________
١. راجع : قصة الحضارة ، ج ٢ ، ص ٤٣٤ ، ٤٣٥.
٢. راجع : المصدر السابق ، ج ٣ ، ص ٣٤.
٣. راجع : المصدر السابق ، ج ١٤ ، ص ٢١.