يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته ». أي أفضل الناس هم من عايشوا الرسول وهم الصحابة ، ثم من عايشه الصحابة وهم التابعون ، ثم من عايش التابعون ، وقد سمى هؤلاء التابعين بالسلف الصالح. ١
والمقصود بالسلفية هم أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري ، وكانوا من الحنابلة ، وزعموا أن جملة آرائهم تنتهي إلى الامام أحمد بن حنبل الذي أحيى عقيدة السلف وحارب دونها ، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري ، أحياه شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) وشدّد في الدعوة اليه ، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية.
يتبين من هذا التعريف بأن دعاة السلفية أو مذهب السلف هم شريحة من أتباع المذهب الحنبلي ، والقاريء والمطّلع لكتب السلفية من المعاصرين سيجد أن الدعوة ( الحشوية الحنبلية ) قد قامت من رقادها ، ٢ وفيما يلي استعراض لآراء بعض رواد السلفية في مسألة الوعيد :
يذهب ابن تيمية في تعريف الايمان إلى مذهب أهل الحديث ، وهو أن الايمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالاركان ، قال : إن الدين والايمان قول وعمل ؛ قول بالقلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح. ٣
فيتبين أن مرتكب الكبيرة مؤمن في رأي ابن تيمية ، لأن الأخوة الايمانية
________________
١. المصدر السابق ، ص ٢٣. |
٢. المصدر السابق ، ص ٣٨ ـ ٤٠. |
٣. صالح الفوزان ، شرح العقيدة الواسطية ، ص ١٧٨.