لاَ تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ). ١
الخامس : قول من يقول : يخرجون منها وتبقى ناراً على حالها ليس فيها أحد يعذب حكاه شيخ الاسلام.
السادس : قول من يقول : بل تفنى بنفسها لأنها حادثة بعد أن لم تكن وما ثبت حدوثه استحال بقاؤه وأبديته ، وهذا قول جهم بن صفوان ، ولا فرق عنده في ذلك بين الجنة والنار.
السابع : قول من يقول : تفنى حياتهم وحركاتهم ويصيرون جماداً لايتحركون ولا يحسون بألهم ، وهذا قول أبي الهذيل العلّاف طرداً لامتناع حوادث لانهاية لها ، والجنة والنار عنده سواء في هذا الحكم.
الثامن : قول من يقول : بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى ، فإنه جعل لها أمداً تنتقي اليه ثم تفنى ويزول عذابها ، قاله شيخ الاسلام.
التاسع : قول من قال : يخرجون منها وينعمون بعد الخروج ، ونسب ذلك إلى عدد من الفلاسفة أمثال صدر المتألهين والفيض الكاشاني.
نسب القول بإنقطاع عذاب الكفار وخروجهم من النار ، أو بخراب النار وخروج أهلها منها ، إلى بعض الصحابة ، ومن أقوالهم ما نقله لنا جلال الدين السيوطي وآخرون ، ٢ ومن هذه الأقوال :
________________
١. البقرة : ٨٠ ، ٨١.
٢. راجع : الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ؛ حادي الارواح ، ص ٢٤٩ ـ ٢٥٤ ؛ فتح البيان ، ج ٦ ، ص ٢٥١ ـ ٢٥٤ ؛ أحمد الثعلبي ، تفسير الثعلبي ، ج ٥ ، ص ١٩٠ ؛ ومحمد علي الشوكاني ، الفتح القدير ، ج ٢ ، ص ٥٢٧.