فيقول الله تبارك وتعالى للملك : لا تقض حاجته وأحرمه إياها فانه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان مني ». ١
ومن آثارها الاُخروية هي أن العبد إذا اقترف المعصية واستمر عليها فيؤدي به إلى سلب التوفيق للندم فلا يدع له طريقاً للنجاة ، وقد روي عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فان تاب انمحت ، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه ، فلا يفلح أبداً ». ٢
وهذا ما أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله : ( بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، ٣ وقريب من هذا المعنى قد ذكر في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ٤ أي أن هؤلاء الذين ارتكبوا المعاصي والسيئات وصلوا إلى درجة حتى وصفهم القرآن بسواد الوجه ، وهو كناية عن خزيهم ومذلتهم ، فكسب السيئات والاصرار عليها يسوق الانسان نحو الكفر والشرك والتكذيب بآيات الله عز وجل ، قال تعالى : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) ٥ وفي النتيجة يوصله إلى العذاب الخالد ، ويعرضه إلى غضب الله عز وجل ولعنته.
القرآن الكريم يذكرنا بان قاتل المؤمن عمداً مخلد في النار ، قال تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
________________
١. المصدر السابق ، ص ٢٧١. |
٢. المصدر السابق. |
٣. البقرة ، ٨١. |
|
٤. يونس ، ٢٧. |
٥. الروم ، ١٠. |
||