وقالوا : الخلود هو الدوام بالنقل عن أهل اللغة ، ولقوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) ١ مع أنه تعالى قد جعل لكثير منهم المكث الطويل ، فلو كان الخلود عبارة عن المكث الطويل لم يكن لهذه الآية معنى ، وأيضاً يصح تأكيده بلفظ التأييد ، قال تعالى : ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ، ٢ فلو لا أن لفظ الخلود يفيد الدوام وإلا لم يصح ، وأنه يصح أن يتسثنى من الخلود أي مقدار من الوقت أريد. ٣
تمسكوا بأحاديث يروونها عن النبي صلىاللهعليهوآله تدل على خلود مرتكب الكبيرة في النار ودوام عقابه ، ومن هذه الحديث ٤ :
١. قوله صلىاللهعليهوآله : « لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا نمام ولا عاق ».
٢. قوله صلىاللهعليهوآله : « من تردّى من جبل فهو يتردّي من جبل في نار جهنم خالداً مخلداً ».
٣. قوله صلىاللهعليهوآله : « من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالداً أبداً ».
٤. قوله صلىاللهعليهوآله : « من يحتسي سماً فهو يحتسي سماً في نار جهنم خالداً أبداً ».
عرّفوا الايمان بأنه عبارة عن أداء الطاعات واجتناب المقبحات ، وهذا قول باطل يبطله قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) ، ٥ وقوله تعالى :
________________
١. الانبياء ، ٣٤. |
٢. البينة ، ٨. |
٣. راجع : مناهج اليقين في اصول الدين ، ص ٣٥٦ ؛ الاربعين في اصول الدين ، ص ٣٤١ ؛ شرح المواقف ، ج ٤ ، ص ٣٣٣ ؛ المقداد السيوري ، ارشاد الطالبين ، ص ٤٢٤.
٤. راجع : شرح الاصول الخمسة ، ص ٦٧٣. |
٥. الانعام ، ٨٢. |