وقال الزبيدي : جهنّم كعملّس ، أي بعيدة القعر ، وبه سميت جهنم. ١
وإختلف اللغويون في أصل الكلمة هل إنها عربية أم أعجمية ، فقال الأزهري : في جهنم قولان : قال يونس : جهنم اسم للنار التي يعذب الله بها في الآخرة ، وهي أعجمية لا تجري للتعريف والعجمة ، وقيل : جهنم اسم عربي سميت نار الآخرة بها لبعد قعرها ، وإنما لم تجر لثقل التعريف مع التأني. ٢
وقال الجوهري : جهنم : من أسماء النار التي يعذب بها الله عزّوجل عباده ، وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه ، ولاتجرى للمعرفة والتأنيث ، ويقال : هو فارسي معرّب. ٣
قال ابن منظور : وقال ابن خالويه ، بئر جهنام للبعيدة القعر ، ومنه سميت جهنم ، قال : فهذا يدل أنها عربية. ٤
أشار القرآن الكريم إلى مسألة الخلود في جهنم مؤكداً عليه في العشرات من الآيات القرآنية ، وفي مقابل ذلك لم تنقل لنا كتب الأحاديث في هذه المسألة تساؤلاً أو اعتراضاً من الصحابة على النبي صلىاللهعليهوآله سوى ما أشكله أحد علماء اليهود معترضاً على النبي صلىاللهعليهوآله بكون الخلود منافياً للعدل الإلهي ، وجواب النبي صلىاللهعليهوآله عن إشكاله. ٥ وهذا يدل ، على أن المسلمين في زمن النبي صلىاللهعليهوآله بل وحتى في عصر التابعين كانوا يعتبرون مسألة الخلود في جهنم من الأمور البديهية بحيث لم يسألوا عن المقصود من معنى الخلود أهو الدوام الأبدي أم المكث الطويل ؟
أما ما رواه أهل السنة من حديثين عن أبي أمامة فقد صرحوا أنفسهم
________________
١. محمد مرتضى الزبيدي ، تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٢٣٥. |
٢. تهذيب اللغة ، ج ٦ ، ص ٥١٥. |
|
٣. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٩٢. |
٤. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١١٢. |
|
٥. الشيخ الصدوق ، التوحيد ، ص ٣٨٧.