بضعفها ، فقد نقل الطبراني عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله : « ليأتين على جهنم يوم كأنها ورق هاج أحمر تخفق أبوابها ». وقد ضعّف الطبراني هذا الحديث بقوله : وفيه جعفر بن الزبير ، وهو ضعيف. ١
وقال ابن القيم : وقد نقل الخطيب في تاريخه عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق أبوابها كأنها أبواب الموحدين ». وقال ابن القيم : وليس العمدة على هذا وحده ، فان إسناده ضعيف ، وقد روي من وجه آخر عن ابن مسعود. ٢
وأما ما نقل عن بعض اصحابة من أقوال متناقضة بشأن الخلود في النار أمثال عمر وابن مسعود وأبي هريرة ـ ستأتي الاشارة اليها في محلها ـ فهي ، بغض النظر عن صحتها أو سقمها ، أقوال معدودة ، ولا يمكن التأكد من صدورها من هؤلاء الصحابة ، فلا يمكن التعويل على هذه الأقوال في اثبات وجود معارضة واختلاف على مسألة الخلود في جهنم بين الأصحاب.
وقد أثير موضوع الخلود في جهنم وطفا إلى واجهة الساحة الفكرية مع ظهور الخوارج الذين أجمعوا على كفر مرتكب الكبيرة وخلوده في النار ، فأصبح الناس منذ ذلك الوقت مختلفين في أصحاب الذنوب من أمة الاسلام ، ودارت دائرة هذا الخلاف الجدلي في مرتكب الكبيرة إلى زمن الحسن البصري حيث إتفق في زمانه أن حدثت فتنة الأزارقة ، واحتدّ الخلاف فرجعوا إلى البصري الذي كان يقلي دروساً في التفسير والحديث في مسجد البصرة ، فحكم بأن مرتكب الكبيرة منافق ، وعارضه تلميذه واصل بن عطاء وقال : إنّه
________________
١. راجع : ابن القيم الجوزي ، شفاء العليل ، ص ٤٤٠.
٢. راجع : المصدر السابق ، ص ٤٤٣.