تمسكوا بالآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ الخلود ، حيث ورد في أكثر من ثلاثين آية ، وهي تشير صريحة إلى الخلود في جهنم وبتعبيرات مختلفة ، تارة بصيغة الوصف مثل ( خالدون ، خالدين ) وتارة اخرى بصيغة الفعل كقوله تعالى : ( وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) ، ١ وتارة ثالثة بصيغة الاضافة وقيد العذاب كقوله تعالى : ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ ). ٢
وبالنسبة الى معنى الخلود فقد ذهب بعضهم إلى أن لفظ الخلود موضوع لغةً لمعنى الدوام ، وذهب البعض الآخر إلى أنها موضوع للمكث الطويل ، واستعمل في لسان الشرع بمعنى الدوام ، ومن أقوال القسم الأول :
قال ابن عطية الاندلسي ( المتوفى ٥٤٦ ه ) : الخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه ، وخلد بالمكان إذا استمرت إقامته فيه ، وقد يستعمل الخلود مجازاً فيما يطول. ٣
وقال أبو حيّان الأندلسي ( المتوفى ٧٤٥ ه ) : وظاهر اللغة أن الخلود هو البقاء الدائم الذي لا ينقطع ، واستشهد بقول زهير :
فلو كان حمد يخلد الناس لم تمت |
|
ولكن حمد الناس ليس بمخلد ٤ |
وقال القرطبي ( المتوفى ٦٧١ ه ) : والخلود : البقاء ومنه جنة الخلد ، وقد تستعمل مجازاً فيما يطول ، ومنه قولهم في الدعاء : خلد الله ملكه ، أي طوّله. ٥
وقال عبدالله النسفي ( المتوفى ٧١٠ ه ) : الخلد البقاء الدائم الذي لا ينقطع ،
________________
١. الفرقان ، ٦٩. |
٢. يونس ، ٥٢. |
٣. ابن عطية الاندلس ، المحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز ، ج ١ ، ص ١٠٩ ، ١١٠.
٤. أبوحيان الأندلسي ، النهر الماد من البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٨٨.
٥. محمد بن أحمد القرطبي ، تفسير القرطبي ، ج ١ ، ص ٢٤١.