عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ) ، ١ وقوله تعالى : ( أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ ) ، ٢ وقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) ، ٣ وقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) ، ٤. ٥
أجمعت الاشاعرة على ثبوت الشفاعة ، فقال الاهيجى : أجمعت الأمة على ثبوت أصل الشفاعة المقبولة له عليه الصلاة والسلام ، ولكن هي عندنا لأهل الكبائر من الأمة في إسقاط العقاب عنهم ، لقوله عليه الصلاة والسلام : « شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي » ولقوله تعالى : ( ... وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ... ) ، ٦ أي ولذنب المؤمنين لدلالة القرينة ، وطلب المغفرة لذنب المؤمن شفاعة. ٧
بما أن الأشاعرة قد قالوا بايمان مرتكب الكبيرة وجواز شمول العفو الالهي له ، وأثبتوا الشفاعة في حق مرتكب الكبيرة ، لذلك ذهبوا الى أن مرتكب الكبيرة إن مات بلا توبة ، فالمذهب عندهم عدم القطع بالعفو أو العقاب ، بل إن شاء الله عفا وإن شاء عذب ، وإذا عذبهم لا يتركهم في النار دائماً ، لان الخلود في النار لا يكون إلّا للكفرة. ٨
________________
١. الشورى ، ٢٥. |
٢. الشورى ، ٣٤. |
٣. الزمر ، ٥٣. |
٤. النساء ، ٤٨.
٥. راجع : شرح المقاصد ، ج ٥ ، ص ١٤٩ ؛ مناهج اليقين ، ج ٤ ، ص ٣٤٠.
٦. محمد ، ١٩.
٧. مناهج اليقين ، ج ٤ ، ص ٣٤١ ؛ وراجع : شرح المقاصد ، ج ٥ ، ص ١٥٧.
٨. راجع : شرح المقاصد ، ج ٥ ، ص ١٣٢ ؛ الفرق بين الفرق ، ص ٣٣٩ ؛ الاربعين في اصول الدين ، ص ٢٣٧ ؛ مناهج اليقين ، ج ٤ ، ص ٣٣١ ، ٣٣٢.