بعد التفحص والتدقيق عن آراء المفسرين حول هذا الموضوع ، تبين لنا بأن أغلبهم يذهبون إلى اثبات الخلود الأبدي للكفار في النار مقابل عدة محدودة من المخالفين ، والمثبتون يستندون إلى عدد من الأدلة القرآنية القطعية التي لا تقبل الشك في إثبات الخلود ، وقد حصرناها في خمسة أدلة مراعاة لمحدودية البحث ، منها الآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ ( الخلود ) حيث أجمع المفسرون على أن لفظ الخلود قد أستعمل في القرآن بمعنى الدوام ، وبالتالي فان آيات الخلود في جهنم دالة على دوام العقاب ، ومنها الآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ ( المقيم ) ، وقد اتفق المفسرون على أن لفظ ( المقيم ) بمعنى الدائم ، وأن العذاب المقيم بمعنى العذاب الدائم بل وحتى المخالفون للخلود أقروا بأنها بمعنى الدوام ، ومنها الآيات القرآنية التي ذكر فيها عدم خروج أو عدم غياب الكفار عن النار ، وقال العلامة الطباطبائي بأن آيات عدم الخروج من النار حجة على القائلين بانقطاع العذاب عن طريق الظواهر ، أما بخصوص الآية التي ذكر فيها عدم غياب الكفار عن النار ، فقد اعتبرها العلامة الطباطبائي والشيخ الطوسي والطبرسي والآلوسي وإسماعيل حقي بمعنى قوله تعالى : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) الدال على دوام البقاء في النار ، ومنها الآيات التي تتضمن نفي الموت عن أهل النار ، وذهب العلامة الطباطبائي والآلوسي والسيد قطب وإسماعيل حقي إلى أن نفي الموت والحياة عن أهل النار دليل على خلودهم فيها ، أما الآية التي ذكر فيها نفي الموت مع عدم تخفيف العذاب ، فقد استدل بها الفخر الرازي والمراغي وإسماعيل حقي على أبدية العذاب ، ومنها الآيات القرآنية التي أشارت إلى استحالة دخول الكفار إلى الجنة أو حرمتها عليهم.