قالوا : إن هذا الفاسق إما أن لا يكون مستحقاً للعقاب ، أو يكون مستحقاً للعقاب لكنه مع ذلك مستحق للثواب ، ومتى كان الأمر كذلك وجب أن يكون العقاب منقطعاً.
وبيانه : أن هذا الفاسق قبل أن صدر عنه هذا الفسق كان من أهل الثواب بحكم إيمانه وسائر طاعاته ، أما عندنا فبحكم الوعد ، وأما عند الخصم فبحكم الاستحقاق ، وإذا صدر عنه الفسق بعد ذلك فإما أن يصير بسبب ذلك مستحقاً للعقاب ، أو لا يصير كذلك ، فان لم يصر مستحقاً للعقاب فوجب أن لا يعاقب فضلاً عن أن يكون عقابه دائماً ، وأما إن قلنا إنه صار بفسقه مستحقاً للعقاب ، فنقول : استحقاق العقاب لا يزيل ما كان ثابتاً له من استحقاق الثواب ، وإذا كان كذلك وجب أن لا يكون عقابه دائماً. ١
الماتريدية أتباع محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي المنسوب إلى منطقة ماتريد الواقعة في سمرقد ، ويعتبر الماتريدي من أئمة الكلام لأهل عند أهل السنة والجماعة ، وكان من أتباع أبي حنفية في المسائل الفقهية ، وتوفي الماتريدي في سمرقند سنة ٣٣٣ ه ويعتبر أتباع المذهب الحنفي من أتباع الماتريدي في المسائل الإعتقادية.
والماتريدي في علم الكلام أقل شهرة من الاشعري ، والسبب في ذلك هو قلة التأليفات لعلماء الحنفية في المسائل الكلامية. ٢
________________
١. الاربعين في اصول الدين ، ص ٢٣٧.
٢. راجع : فرهنگ فرق اسلامى ، ص ٣٧٩.