عند الامعان في الآيات القرآنية التي أوعدت العاصين بالخلود في النار أو بالعذاب المقيم أو بغيره من الألفاظ التي تعطي معنى الخلود في النار ، نجد أنها تشير إلى مصاديق عديدة من المخلدين ، وبعناوين مختلفة ، مثل الكفار والمشركين والمنافقين وقاتل المؤمن وآكل الربا وغيره من العناوين.
فعندما يتحدث القرآن الكريم عن خلود الكفار نرى أنه يركز على نوع خاص من الكفار ، ويقرنهم بأوصاف معينة ، فيصفهم تارة بالمكذبين ، وتارة اُخرى بالمستهزئين ، وتارة ثالثة بالمستكبرين وهكذا ، ومن هنا نجد أن القرآن الكريم لم يخلد مطلق الكفار في النار ، بل يستثني بعضاً من الكفار ، فيسميهم تارة بالمستضعفين ، وتارة اُخرى بالمرجون لأمر الله ، واعتبرهم من الناجين من الخلود الأبدي في النار ، والمشمولين بالعفو الالهي.
وأما بخصوص المشركين فالقرآن الكريم لم يخلد أيضاً مطلق المشركين في النار ، بل المخلدون في نظر القرآن هم المشركون شرك عبادة ، أو ما يسمي بالشرك الجلي ، فاستثنى منهم المشركين بشرك خفي ، واعتبرهم في عداد الناجين من الخلود في النار.
وبالنسبة للمنافقين فقد ذكرهم القرآن الكريم في العشرات من سوره ، وفضح عن كيدهم وتآمرهم ضد الاسلام ، وكذبهم وخداعهم للمسلمين باظهار الايمان ، ووصفهم بأقبح الأوصاف ، ولاستغراقهم في الكفر والضلالة فقد سلب سبحانه مغفرته عنهم ، كما صرّحت به الآيات القرآنية ، وفي النتيجة فقد هددهم ووعدهم بالخلود في النار ، وقدمهم على الكفار في الوعيد بالخلود في أكثر من آية ، وذلك لكون خطرهم على الاسلام والمسلمين أشد من الكفار.
وهناك جماعة من المذنبين قد هددهم
القرآن الكريم بالخلود في النار ،