( وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ). ١
وقال العلامة الطبرسي : ( إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) أي لابثون دائمون في العذاب. ٢
وقال إسماعيل حقي البروسي : ( إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) المكث : ثياب مع انتظار ، أي مقيمون في العذاب أبداً لا خلاص لكم منه بموت ولا بغيره. ٣
وقال البيضاوي : ( قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) لا خلاص لكم بموت ولا بغيره. ٤
وقال الزمخشري : ( مَاكِثُونَ ) لابثون ، وفيه استهزاء ، والمراد خالدون. ٥
فقد تبين بما مر بان الآية معناه : إنّ المجرمين ، أي الكفار ـ كما قال العلامة الطبرسي ٦ والفخر الرازي ٧ والآلوسي ، ٨ وهو المفهوم من سياق الآية حيث عقّبه تعالى بقوله : ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) ـ ينادون مالكاً خازن النار ، ويطلبون منه أن يسأل ربه أن يقضي عليهم بالموت ويفنيهم من الوجود حتى يستريحوا من العذاب ، ويجيبهم مالك بأنكم باقون ومقيمون في نار جهنم وماكثون فيها أبداً ، ففي هذا الجواب إشارة إلى رد طلبهم من الله سبحانه بإعدامهم من الوجود بالموت ، كأنه قال إنكم لاتموتون ، بل تبقون في العذاب أبداً.
الآيات القرآنية التي تنفي الموت في النار بعضها تنفي الموت والحياة معاً. كما في قوله تعالى : ( وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ) وقد تقدم تفسيره ، وكذلك في قوله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا
________________
١. تفسير المراغي ، ج ٢٥ ، ص ١١١. |
٢. مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٥٧. |
٣. روح البيان ، ج ٨ ، ص ٣٩٣. |
٤. تفسير البيضاوي ، ج ٥ ، ص ١٥٤. |
٥. تفسير الكشاف ، ج ٤ ، ص ٢٦٤. |
٦. راجع : مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٥٧. |
٧. راجع : تفسير الكبير ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٦. |
٨. راجع : روح المعاني ، ج ٢٥ ، ص ١٠٣. |
٩. الأعلى ، ١١ ـ ١٣.