أجمعت الأشاعرة إلى أن الايمان هو التصديق القلبي.
فقال الباقلاني : « وأعلم أن حقيقة الايمان هو التصديق... واعلم أن محل التصديق هو القلب ». ١
وقال عبد القاهر البغدادي : إنّ أصل الايمان المعرفة ، والتصديق بالقلب. ٢
وقال الفخر الرازي : الايمان عبارة عن تصديق الرسول بكل ما علم مجيئه به. ٣
وقال عضد الدين الأيجي : الايمان عندنا التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة.
فتفصيلاً فيما علم تفصيلاً ، وإجمالاً فيما علم إجمالاً. ٤
وبناءً على ما تقدم ترى الأشاعرة أن مرتكب الكبيرة لا يخرج بفسقه من الايمان ، فقال الرازي ٥ : صاحب الكبيرة عندنا مؤمن مطيع بايمانه عاص بفسقه ، وقال صاحب المقاصد ٦ : صاحب الكبيرة عندنا مؤمن ، وذهب الايجي ٧ أيضاً إلى مثله.
أجمعت الاشاعرة على وقوع العفو الالهي مستدلين على جوازه بكون العقاب حقه فيحسن إسقاطه ، وأن فيه نفعاً للعبد من غير ضرر لأحد ، واستدلوا أيضاً على وقوعه بالآيات القرآنية ، منها قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ
________________
١. ابوبكر الباقلاني ، الانصاف ، ص ٤٨ ، ٤٩. |
٢. الفرق بين الفرق ، ص ٣٣٩. |
٣. تلخيص المحصل ، ص ٤٠١.
٤. مناهج اليقين ، ج ٤ ، ص ٣٥١ ، ٣٥٢. |
٥. شرح التجريد ، ص ٤٠٣. |
٦. شرح المقاصد ، ج ٥ ، ص ٢٠٠.
٧. راجع : مناهج اليقين ، ج ٤ ، ص ٣٦٤.