عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) ١ فهذا غير هذا ». ٢
وقال القاضي النعمان : أدنى ما يكون به العبد مشركاً أن يتدين بشيء مما نهى الله عنه ، فيزعم أن الله أمر بذلك ، ويعبد من أمر به وهو غير الله ، وأدنى ما يكون به ضالاً ، أن لا يعرف حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه فيأتم به. ٣ فعدم معرفة الامام عندهم ضلالة ورفض الأئمة بعد معرفتم هو كفر وشرك.
أركان الدين عند الاسماعيلية هي : الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والولاية ، والولاية عندهم أفضل هذه الأركان ، فإن أطاع المؤمن الله تعالى وأقرّ برسالة الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله وقام بأركان الدين كلها ، ثم عصى الامام أو كذّب به ، فهو آثم في معصيته وغير مقبولة منه طاعة الله وطاعة الرسول. ٤
الاسماعيلية يقسمون العبادة إلى عبادة عملية أي العبادة الظاهرة وهو ما يتصل بفرائض الدين وأركانه ، وإلى عبادة علمية أي علم الباطن وهو التأويل ، يقول حميد الدين الكرماني في ذيل قوله تعالى : ( ... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ... ). ٥
إن الذين تقدم وصفهم ممن يؤمن بالبعض ويكفر بالبعض مثل النواصب وأمثالهم من أهل الملة إيماناً بالعبادة الظاهرة عملاً ، وكفراً بالعبادة الباطنة
________________
١. المائدة ، ٧٢. |
٢. جعفر بن منصور اليمن ، الكشف ، ص ٥٣. |
٣. راجع : المجالس والمسايرات ، ص ٣٤٩.
٤. راجع : د. مصطفى غالب ، أعلام الاسماعيلية ، ص ٢٩ ، ٣٠.
٥. البقرة ، ٨٥.