٥
آراء المخالفين للخلود في النار
تعددت الآراء والأقوال في مسألة الخلود في النار بين النافين والمثبتين ، وقد ذكرها بعض المتكلمين ، ١ ويمكن حصر هذه الآراء في تسعة أقوال وهي :
الأول : إن من دخلها لا يخرج منها أبداً ، بل كل من دخلها مخلّد فيها أبد الآباد بإذن الله ، وهذا قول الخوارج والمعتزلة والزيدية.
الثاني : إن الله يخرج منها من يشاء ، كما ورد في السنة ، ويبقى فيه الكفار بقاءً لاانقضاء له ، وهذا قول الشيعة الامامية والأشاعرة والماتريدية وغيرهم.
الثالث : إن أهلها يعذبون مدة ثم تنقلب عليهم وتبقى طبيعة نارية لهم يتلذذون بها لموافقتها لطبيعتهم ، وهذا قول محيي الدين ابن العربي.
الرابع : قول من يقول : إن اهلها يعذبون فيها إلى وقت محدود ، ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون ، وهذا القول حكاه اليهود للنبي صلىاللهعليهوآله ، وقد أكذبهم الله تعالى في القرآن ، فقال تعالى : ( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا
________________
١. راجع : حادي الارواح ، ص ٢٤٨ ، ٢٤٩ ؛ القاضي علي بن ابي العز الدمشقي ، شرح العقيدة الطحاوية ، ج ٢ ، ص ٦٢٤ ، ٦٢٥ ؛ د. محمد صادقي ، تفسير الفرقان ، ج ٣٠ ، ص ٤٣.