أما الخواجه الطوسي ١ والعلامة الحلي ، ٢ فقد عرّفا الايمان بأنه عبارة عن التصديق بالقلب والإقرار باللسان.
وهناك تعريف آخر أقامه الشيخ الصدوق ٣ وتلميذه الشيخ المفيد ، ٤ وهو أنه عبارة عن الاعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
وبناءً على ما سبق فالشيعة الامامية مجمعون على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج بذلك عن الايمان لتصديقه بالقلب ، قال الشيخ المفيد : إن مرتكبي الكبائر من أهل المعرفة والاقرار مؤمنون بايمانهم بالله وبرسوله وبما جاء من عنده ، وفاسقون بما معهم عن كبائر الآثام ، ولا أطلق لهم اسم الفسق ولا اسم الايمان ، بل أقيدهما جميعاً في تسميتهم بكل واحد منهما ، وأمتنع من الوصف لهم بهما من الاطلاق ، وأطلق لهم اسم الاسلام بغير تقييد وعلى كل حال ، وهذا مذهب الامامية. ٥ فهو يقصد أن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن مطلقاً ، ولا فاسق مطلقاً ، بل هو مؤمن فاسقٌ ويطلق عليه أيضاً اسم المسلم مطلقاً.
ذهبت الشيعة الامامية إلى جواز الإلهي عقلاً بالاضافة إلى الآيات القرآنية الدالة على وقوعه. أما جواز وقوعه عقلاً فهو أن العقاب حق الله تعالى اليه قبضه واستيفاؤه ، فجاز تركه لأن العقاب ضرر بالمكلف ولا ضرر في تركه على مستحقه ، فيكون تركه حسناً ، فأشبه الدين في حسن إسقاطه ، أما الآيات القرآنية الدالة على وقوع العفو فمنها : قوله تعالى : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ
________________
١. راجع : شرح التجريد ، ص ٤٥٤.
٢. راجع : مناهج اليقين في اصول الدين ، ص ٣٦٧.
٣. راجع : الشيخ الصدوق ، الهداية ، ص ٥٤.
٤. راجع : مناهج اليقين في اصول الدين ، ص ٣٦٧. |
٥. أوائل المقالات ، ص ٨٥. |