المحقق السبزواري ( قده ) من المدافعين عن الخلود في جهنم ودوام العذاب على أهلها ، مع أنه يذهب إلى أن الخلود في العذاب ليس من ضروريات الدين ، حيث يقول : ليس خلود العذاب مثل خلود الكون في جهنم من ضروريات الدين ، ولا الكتاب ولا السنة ناصان في دوام الايلام من الله تعالى ، إلا أن الخلود مطلقاً أدخل في الانزجار وأدعى إلى تكميل النفس وتعديل النظام ، فيجب القول به. ١
وفي معرض ردّه لصدرالدين الشيرازي في كون الهيئات والملكات الردية الناشئة من الكفر قسراً ، وأن القسر لا يكون دائمياً ولا أكثرياً ، يقول السبزواري : بأن شقاوة الكفر صارت جوهرية والملكات الرذيلة جوهرية والعادت السوء طبيعة ثانية ، وليس هنا نور إيمان حتى يكفّرها ويزيلها كما في الفجار من المؤمنين ، فلا جرم لا تزول ، والفطرة الانسانية التي تميز الخبيث من الطيب باقية غير راضية بهذه القرناء ، فصارت مثل مركب القوى ، إذ ليس إحداهما طبيعية والأخرى عرضية ، بل كلتاهما طبيعيتان. ٢
أما في ردّه للمستدلين على انقطاع العذاب بكون الخلود في العذاب منافياً للرحمة الالهية ، فيقول السبزواري : البعض قالوا : ( الله أرحم الراحمين وأنه أرحم بالعبد من الوالد بولده ولا يرضى الوالد بالعذاب الدائم بولده ، ولو كان عاقاً ) وهؤلاء نسوا بـ ( أنه أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة ) وكذلك غفلوا بأن العذاب من لوازم نفس أعمال المعذب ، وليس من باب تشفي المنتقم. ٣
________________
١. السبزواري ، تعليقات على شواهد الربوبية ، ص ٧٧٧ ؛ وراجع : الاسفار ، ج ٩ ، ص ٣٤٧ ( التعليقة ).
٢. المصدرين السابقين.
٣. راجع : السبزواري ، مجموعة رسائل سبزواري ، ص ٣٢٩.