سبحانه لهم ذلكم العذاب بسبب كفركم بتوحيد الله وإيمانكم بالاشراك ، ففيه ردّ لهم على طلبهم الخروج ، وقال العلامة الطبرسي : وفي الكلام حذف تقديره : فأجيبوا بأنه لا سبيل لكم إلى الخروج. ١
وفي قوله تعالى : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ) ، ٢ وقد زجرهم الله سبحانه في هذه الآية زجر الكلاب إهانةً لهم ، ونهاهم عن الكلام والسؤال عن الخروج مبالغة في الاهانة والإذلال ، ففيه إياس وإقناط للكفار من النجاة والفوز بسبب كفرهم وسخريتهم من المؤمنين.
إستدلوا على دوام العقاب والخلود في النار بالآيات القرآنية التي تنفي الموت عن بعض الداخلين فيها ، ومن هذه الآيات :
١. قوله تعالى : ( وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ). ٣
قوله : ( وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ) الضمير يعود إلى الذكرى حسب سياق الآية ، وهي قوله تعالى قبلها : ( سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ) والمقصود من الأشقى بقرينة المقابلة من ليس في قلبه شيء من خشية الله تعالى. ٤ والذي لا يكون في قلبه شيء من خشية الله تعالى هو الكافر ، كما أشار إليه العلامة الطبرسي بقوله : أي أشقى العصاة فإن للعاصين درجات في الشقاوة ، فأعظمهم درجة فيها هو الذي كفر بالله وتوحيده وعبد غيره ، ٥ وقال الزمخشري : الأشقى الكافر ، لأنه
________________
١. مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٥١٧. |
٢. المؤمنون ، ١٠٧ ـ ١١٠. |
|
٣. الأعلى ، ١١ ـ ١٣. |
٤. تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٢٦٩. |
|
٥. مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦.