فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ) ١ فنفي الموت في هاتين الآيتين بمعنى دوام البقاء في النار والخلود فيها ونفي الحياة الطيبة عنهم بمعنى دوام العقاب دواماً أبدياً. هاتان الآيتان كما تدلان على الخلود الأبدي في النار تدلان أيضاً على الخلود الأبدي في العذاب.
وهاتان الآيتان مختصتان بالكفار ، وقد ثبت فيما سبق اختصاص الآية الأولى بالكفار أما الآية الثانية فهي أيضاً مختصة بالكفار ، لأنّه قابل سبحانه المجرمين مع المؤمنين ، حيث قال تعالى عقيب هذه الآية : ( وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ ) الآية. فالمقصود من المجرمين في الآية هم غير المؤمنين ، وهم الكفار.
وفي آية أخرى ينفي فيها سبحانه الموت عن الكفار ، وينفي معه تخفيف العذاب عنهم ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) ، الآية واضحة أنها تشير بمعناها إلى مضمون الآيتين السابقتين ، لأن نفي الموت إشارة إلى الخلود في النار ، ونفي التخفيف إشارة إلى دوام العذاب ، فهذه الآية أيضاً كالآيتيتن السابقتين تدل على البقاء الأبدي في جهنم ، كما تدل على دوام العذاب.
وهناك آية أخرى ينفي فيها سبحانه الموت عن المجرمين بلسان مالك خازن النار عندما يناديه المجرمون بأن يطلب من ربه أن يقضي عليهم بالموت ويعدمهم ليستريحوا عن العذاب ، فيجيبهم مالك بقوله : ( إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) أي باقون الى الأبد في النار ، فنفى الموت بإثبات البقاء الأبدي في النار.
ومن الآيات التي أشارت إلى عدم دخول الكفار الجنة هي قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ
________________
١. طه ، ٧٤.