كما هو واضح ـ قالوا بالاحباط وعدم جواز اجتماع استحقاق الثواب والعقاب ، وقد تصدّىٰ المتكلمون لابطال التحابط بقسميه الموازنة وعدم الموازنة وذهبوا إلى خلافه. ١
١. إن القول بالاحباط يوجب فيمن جمع بين الاحسان والاساءة إلى شخص بين العقلاء أن يكون بمنزلة من لم يحسن ولم يسيء اليه إن تساوى المستحق عليه من المدح والذم أو بمنزلة من لم يحسن إذا كان المستحق على الاساءة أكثر ، أو بمنزلة من لم يسيء إن كان المستحق على الاحسان أكثر ، وكل ذلك باطل بالضرورة. ٢ ويذهب الفاضل المقداد والخواجة الطوسي إلى أنّ ذلك ظلم فيكون قبيحاً. ٣
وقال ابن نوبخت : إن العقل لا يقضي بمحو الاحسان الكثير بالإساءة القليلة. ٤
٢. قوله تعالى : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ). ٥ وعلى القول بالاحباط لم تصدق هذه الآية ، وكذا قوله تعالى : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) ٦. ٧
٣. إن الخصم اعترف بأن المؤمن استحق الثواب بايمانه ، فاذا فعل الكبيرة فالاستحقاق الأول إما أن يبقى أولا يبقى ، فإن بقي وجب إيصال الثواب إليه ، ولا طريق اليه إلّا بنقله من النار إلى الجنة ، وإن لم يبق فهو محال لوجوه :
________________
١. راجع : العلامة الحلي ، مناهج اليقين في اصول الدين ، ص ٣٥٢ ؛ أحمد الأردبيلي ، الحاشية على الهيات الشرح الجديد للتجريد ، ص ٤٦٩.
٢. راجع : محمود المحصي الرازي ، المنقذ من التقليد ، ج ٢ ، ص ٤٢ ؛ العلامة الحلي ، مناهج اليقين في اصول الديل ، ص ٣٥٣.
٣. راجع : اللوامع الالهية ، ص ٣٨٨ ؛ الخواجة الطوسي ، شرح التجريد ، ص ٤٣٩.
٤. شرح الياقوت ، ص ١٧٢. |
٥. الزلزلة ، ٧ ، ٨. |
٦. النساء ، ١٢٣. |
٧. راجع : ارشاد الطالبين ، ص ٣٨٨ ؛ شرح التجريد ، ص ٤٤٠.