لا تدري إلّا ما قلت لها ، والجليب الذي لايدري إلّا ما قلت له ، والكبير الفاني ، والصبي والصغير ، هؤلاء المستضعفون ، فأما رجل شديد العنق جدل خصم يتولى الشراء والبيع لا تستطيع أن تعينه في شي تقول هذا المستضعف ؟ لا ولاكرامة ». ١
المرجون لأمر الله فقد قال تعالى فيهم ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). ٢ هذه الآية منطبقة بحسب نفسها على المستضعفين الذين هم الحد الفاصل بين المحسنين والمسيئين ، وان وردت الآية في الثالثة الذي خلّفوا ثم تابوا ، والفرق بينهما أن آية المستضعفين بينت عاقبة امرهم بقوله : ( فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ) ففيه إشارة إلى شمول عفو الله تعالى لهم ، أما آية ( مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ) فلم يبين ما يؤول اليه عاقبة أمرهم. ٣ وقال الشهيد المطهري : وأقصى مايستفاد من آية ( مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ) أن أعمالهم يفصل فيها الله ، ولكن آية ( المستضعفين ) تشير إلى شمول عفو الله ومغفرته لهم. ٤
وهناك روايات عديدة تشير إلى معنى ( المرجون لأمر الله ) ومن تشملهم هذه الآية ، ومن هذه الروايات :
١. عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزّوجلّ : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ) قال : « قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ، ثم أنهم دخلوا في الاسلام ، فوحدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحال مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ». ٥
________________
١. محمد بن مسعود العياشي ، تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٤٣٥.
٢. التوبة ، ١٠٦. |
٣. راجع : تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٨١. |
|
٤. مرتضى المطهري ، العدل الالهي ، ص ٣٧١. |
٥. اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٧. |
|