مالي ونحو ذلك ، كذلك يتحقق فيمن لم ينتقل ذهنه إلى حق ثابت في المعارف الدينية ولم يهتد فكره اليه مع كونه ممن لايعاند الحق ولايستكبر عنه أصلاً ، بل لو ظهره عنده حق اتّبعه ، لكن خفي عنه الحق لشي من العوامل المختلفة الموجبة لذلك. ١
فالمستضعفون من وجهة نظر القرآن هم القاصرون وليسوا المقصرين ، لانّ قصورهم لم يكن باختيارهم ووسعهم ، بل كان إما لعارض عقلي أو جسمي أو اقتصادي قاهر ، ونحوه من العوامل التي جعلتهم بعيدين عن سبيل الهداية ، ولو كان قد عرض عليهم سبيل الهداية لم يكونوا يرفضونها ولم يكونوا يستكبرون عن قبولها ، ولكن غفلوا عن الحق للعوامل ـ التي ذكرناها ـ الخارجة عن وسعهم واختيارهم.
وهناك روايات متضافرة قد أشارت إلى معنى الاستضعاف ، وذكرت من يشملهم هذا المعنى ، ومن هذه الروايات :
١. عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن المستضعف ، فقال : « هو الذي لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيلا إلى الايمان ، لايستطيع أن يؤمن ، ولا يستطيع أن يكفر ، فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم ». ٢
٢. عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف » ٣
٣. وفي تفسير العياشي عن سليمان بن خالد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سالته عن المستضعف ، فقال : « البلهاء في خدرها ، والخادم تقول لها صلّ فتصلي
________________
١. تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٥١. |
٢. اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٤. |
٣. المصدر السابق ، ص ٤٠٥.