روّوا صدى البيض الحداد وفي الحشا |
|
شعل الظماء تشدّ لا شعل الغضا |
لم يثنهم نصب ولا عزماتهم |
|
ضعفت ولا وهنوا لذيّاك القضا |
سبقوا الكرام فواضلاً ومكارماً |
|
وسواهم في عبئها لن ينهضا |
كم أنعش العافين فضل نوالهم |
|
واخصوصب الوادي بذاك وروّضا |
وارتاح بالعزّ المؤيّد جارهم |
|
ونزيلهم يرتاد عيشاً مخفّضا |
ما ساقهم زهر الجنان إلى الردى |
|
وحرير سندسها وعيش يرتضى |
لكنّما غضبا لدين إلهها |
|
قاموا بنصر المجتبى ابن المرتضى |
فقضوا كما شاؤوا فتلك جسومهم |
|
فوق الصعيد بنورها النادي أضا |
قال السماوي والمامقاني : الحرث بن نبهان. كان نبهان عبداً للحمزة شجاعاً فارساً (١). توفّي بعد شهادة الحمزة بسنتين والتحق ولده الحارث بخدمة أمير المؤمنين عليهالسلام ثمّ من بعده صار من خدّام الحسن عليهالسلام ثمّ صار إلى الحسين بعد شهادة الحسن عليهالسلام ، فلمّا خرج الإمام الحسين من المدينة صاحبه ولزم ركابه حتّى نزوله في كربلاء ، فلمّا كان يوم العاشر استشهد في الحملة الأُولى. يقول الكعبي :
فشمّرت للوغى فرسانها طرباً |
|
وامتاز بالسبك عمّا دونه الذهب |
فوارس اتخذوا سمر القنا سمرا |
|
فكلّما سجعت ورق القنا طربوا |
يستنجعون الردى سوقاً لغايته |
|
كأنّما الضرب في أفواهها الضرب |
واستأثروا بالردى من دون سيّدهم |
|
قصداً وما كلّ إيثار به الأدب |
حتّى إذا سئموا دار البلا وبدت |
|
لهم عياناً هناك الخرّد العرب |
فغودروا بالعرى صرعى تلفّهم |
|
مطارف من أنابيب القنا قشب |
__________________
(١) إبصار العين ، ص ٥٥.