لا نبالي نحن نصير إلى الجنّة ونعيمها (١) عند ذلك ودّع زهير الحسين بأُرجوزة وسار نحو ميدان القتال :
فدتك نفسي هادياً مهديا |
|
اليوم تلقى جدّك النبيّا |
وحسناً والمرتضى عليّا |
|
وذا الجناحين الشهيد الحيّا |
وفاطم الطاهرة الزكيّا |
|
ومن مضى من قبلنا تقيّا |
وهجم ثانية كالصرصر العاصف على جيش العدوّ المخالف ، وقاتل قتال الوالهين إلى مرضاة ربّ العالمين ، وبينما هو يقاتل إذ بصر به عبدالله الشعبي والمهاجر بن أوس التميمي وكانا في شغل به ، فحانت منه فرصة فطعنه أحدهما بالرمح وضربه الآخر بالسيف ، فخرّ صريعاً إلى الأرض ، ولمّا علم الحسين عليهالسلام بشهادته قال : لا يبعدك الله يا زهير ، ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.
رفت با ايمان کامل زين جهان |
|
در رياضِ قربِ حق کردى مکان |
لقي الله كامل الإيمان |
|
وتبوّأ بالقرب خير مكان |
أبو عمرو الحنظلي ، ومن سمّاه النهشلي أو الخثعمي فقد أخطأ إذ لم يرد في سلسلة نسب نهشليّ ولا خثعميّ (٢) من بني صائد ، وصائد بطن من همدان ، والذي
__________________
(١) راجع مقتل أبي مخنف الأزدي ص ١٤٧ ، وفي تذكرة ابن الجوزي أنّ زوجة زهير قالت لغلام له : اذهب فكفّن مولاك ، فذهب فرأى الحسين مجرّداً ، فقال : أُكفّن مولاي وأدع الحسين ، لا والله ، فكفّنه ثمّ كفّن مولاه في كفن آخر. (سبط ابن الجوزي ، تذكرة الخواصّ ، ص ٣٢٠).
(٢) ذكر نسبه في إبصار العين على
النحو التالي : هو زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبدالله بن
=