عدّه الشيخ الطوسي تارة من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام وأُخرى من أصحاب الحسين عليهالسلام.
قال المامقاني : عبدالله بن عمير بن عبّاس بن عبدالقيس الكلبي كنيته أبو ذهب ، كان شجاعاً باسلاً قويّ الساعدين ، ينزل في الكوفة بالقرب من بئر « الجعدة » في قبيلة « همدان » امرأته من النمر بن قاسط ، خرج ذات يوم فرأى عسكراً مجرّاً يُساق نحو النخيلة ، فأسل : إلى أين يذهبون بهذا الجيش ؟ قيل له : إلى كربلاء لحرب الحسين ، فقال ابن عمير في نفسه : أُقسم بالله لأنا أشدّ حرصاً على قتال الكافرين إلّا أنّ قتال هؤلاء الذين يريدون قتل ابن النبيّ أرجو أن لا يكون أدنى ثواباً من ذاك ، ثمّ دخل بيته وكلّم زوجته بالأمر ، فقالت له : أحسنت صنعاً ولكن خذني معك.
فلمّا جنّ عليه الليل خرج وزوجته تلقاء كربلاء ووصل إلى الحضرة الحسينيّة يوم الثامن فنال شرف اللقاء للحسين عليهالسلام. ولمّا كان يوم العاشر تقدّم بين يدي الحسين عليهالسلام وكان ابن سعد أوّل من رمى جيش الحسين بالسهام بناءاً على ما رواه صاحب ذخيرة الدارين والناسخ وغيرهما ثمّ تقدّم يسار مولى زياد ابن أبيه إلى ميدان القتال وطلب البراز فانتدب له حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير عليهماالسلام ، فقال لهما الحسين : تمهّلا ، فتقدّم عبدالله بن عمير الكلبي وطلب الإذن ، فنظر إليه الحسين عليهالسلام فرآه رجلاً آدم طويل القامة شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين ، فقال : أحسبه للأقران قتّالاً.
فلمّا أذن له الحسين عليهالسلام
صال على الأعداء في ميدان القتال فناداه يسار : من أنت ؟ انتسب لي حتّى أعرفك ، فانتسب له عبدالله ، فقال يسار : لست كفؤاً لي