حرف الألف
اسمه عمرو بن عبدالله الصائدي ، من فرسان قبيلة همدان وجنود أمير المؤمنين المتشيّعين له ، لم يفارق الإمام في مشهد من مشاهده ، ملازماً لركابه ، وصحب الإمام الحسن بعد شهادة أبيه عليهماالسلام إلى أن هلك معاوية ، وكان يسكن الكوفة ، ولمّا بلغ أهلها موت معاوية وانتشر الخبر ، اجتمع الشيعة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، وكان من الحاضرين معهم أبو ثمامة ، وكتبوا إلى الإمام كتباً حتّى أرسل إليهم مسلماً بن عقيل عليهالسلام.
وفي الإرشاد للشيخ المفيد : إنّ أبا ثَمامة كان يشتري السلاح لمسلم بن عقيل ويجمع له العُدّة والعتاد ، وكانت مساعيه في هذا السبيل موفّقة ، ويستلم الأموال الموجّهة إلى مسلم ، وكان بصيراً بالسلاح ، يعرفه معرفة تامّة.
وفي رواية الكامل لابن الأثير : لمّا دخل ابن زياد الكوفة وثار أصحاب مسلم عليه ، عقد مسلم لأبي ثَمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان ، فلمّا بلغ ابن زياد إقباله تحرّز في القصر وأغلق الباب وأحاط مسلم بالقصر ، وامتلأ المسجد والسوق من الناس ، وما زالوا يجتمعون حتّى المساء ، وضاق بعبيدالله أمره (١).
__________________
(١) الكامل ، ج ٣ ، ص ٣٩٣.