ومثله في منتهى الآمال (١).
وورد أيضاً في الناسخ بنفس السياق ولكن لم أعثر في كتب الرجال على شيء من ذلك عنه ، والله العالم.
اشتهر في كتب الرجال وكتب التاريخ والمقاتل أنّ الإمام الحسين أمر أصحابه أن يستمهلوا العدو حتّى أداء صلاة الظهر ، فأمهلوهم ، ولكن لم يفوا لهم حيث استهدفوهم بالنبل وهم وقوف للصلاة ، فلمّا رأى سعيد بن عبدالله السهام تراش نحو أبي عبدالله الحسين عليهالسلام وقف بين يديه يقيه السهام ببدنه ، فكان يستقبل السهام عن اليمين وعن الشمال ، برأسه وبوجهه وصدره وكلتا يديه ولا يترك سهماً منها ينفذ إلى الحسين عليهالسلام وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود ، اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنّي أردت ثوابك في نصرة ابن بنت نبيّك ، وقال : يابن رسول الله ، هل وفيت بعهدي ؟ فقال : نعم ، أنت أمامي في الجنّة.
وقال في منتهى الآمال : سعيد بن عبدالله من وجوه الشيعة وهو رجل شجاع وصاحب عبادة ، ووجد في جسمه سوى طعن الرماح وضرب السيوف بعد مصرعه ثلاثة عشر جرحاً بالسهام (٢).
ورثاه زهير بن عبدالله الكندي بهذه الأبيات الثلاثة :
سعيد بن عبدالله لا تنسينّه |
|
ولا الحُرّ اذ آسى زهيراً على قسر |
فلو وقفت صمّ الجبال مكانهم |
|
لمارت على سهل ودكّت على وعر |
__________________
(١) منتهى الآمال ، ص ٥٤٧.
(٢) منتهى الآمال ، ج ١ ص ٥٥٥ نقلاً عن بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٢١.