روى الشيخ المفيد وغيره أنّ ابن زياد صعد المنبر بعد قتل سيّد الشهداء في الكوفة فقال : الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب وشيعته (١).
(لم يزد على ذلك حرفاً واحداً) فقام إليه عبدالله بن عفيف الأزدي وكان من شيعة أمير المؤمنين وكان من أهل الزهد والعفاف والولاء الصحيح ، وكان قد ذهبت إحدى عينيه في حرب الجمل وذهبت الأُخرى في حرب صفّين وكان من ذلك الحين لم يبرح مسجد الكوفة من الضوء الأوّل في الصباح حتّى يذهب هزيع من الليل ، مصلّياً داعياً ، ويقضي الليل قائماً والنهار صائماً ، ولمّا سمع كلام ابن زياد رفع عقيرته فقال : يا عدوّ الله ، إنّ الكذّاب أنت وأبوك والذي ولّاك وأبوه ، يابن مرجانة ، تقتل أولاد النبيّين وتقوم على المنبر مقام الصدّيقين.
فغضب ابن زياد وقال : من التجرّء علينا ؟ فصاح عبدالله فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ الله ويا كذّاب ابن الكذّاب ، أتقتل الذرّيّة الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنّك على دين الإسلام ، واغوثاه ، أين أولاد المهاجرى والأنصار ما لهم لا ينتقمون من هذا الطاغي اللعين بن اللعين على لسان محمّد رسول ربّ العالمين (٢).
__________________
(١) الإرشاد ، ج ٢ ص ١١٧.
(٢) قتل عبدالله بن عفيف كما رآه
أبو مخنف ، قال : إنّ ابن زياد لمّا صعد المنبر جعل يسبّ عليّاً والحسن والحسين ، فقام إليه رجل اسمه عبدالله بن عفيف الأزدي رحمهالله وكان
شيخاً كبيراً قد كفّ بصره وكان له صحبة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : مه (صه) رضّ (فضّ) الله فاك ولعن جدّك وأباك
=