إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ ونهضوا إليك يشتمونك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين ، قال : صدقت جعلت فداك ، أفلا نروح إلى ربّنا فنلحق بإخواننا ؟ فقال له : رُح الى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها وإلى ملك لا يبلى ، فقال : السلام عليك يابن رسول الله (يا أبا عبدالله) صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك ، وجمع بيننا وبينك في جنّته (وعرّف بيننا وبين نبيّك) قال : آمين آمين ، ثمّ استقدم كالنمر المهيب فقاتل قتالاً شديداً فقتلوه رضوان الله عليه (١).
يقول الكعبي :
جزى الله قوماً أحسنوا الصبر والبلا |
|
مقيم وداعي الخطب يدعو ويخطب |
بحيث حسين والرماح شواخص |
|
إليه وأطراف الأسنّة ترقب |
وفرسان صدق من لويّ بن غالب |
|
يؤمّ بها يبغي المغالب أغلب |
بكلّ محيّاً منهم ينجلي الدجى |
|
كأن كلّ عضو منه في الليل كوكب |
وقامت تصادي دونه هاشميّة |
|
تحنّ إلى وصل المنايا وتطرب |
وفي الناحية المقدّسة والرجبيّة : « السلام على حيّان بن الحارث » وبعض النسخ : « حسّان » بالسين.
وفي نسخة العاشر من البحار طبع كمباني جاءت العبارة التالية : « السلام على حيّان بن الحرث السلماني الأزدي » والله العالم. ولكنّي لم أعثر في كتب الرجال على حسّان بن الحرث ، ولا حيّان بن الحرث ، ولم أقع لهم على عين ولا أثر ، والله العالم.
__________________
(١) العوالم للبحراني ، ص ٢٦٧.