ذكر ملّا علي الخياباني التبريزي في الجلد الرابع من كتابه « وقايع الأيّام » وسيّد عبدالمجيد الحائري في ذخيرة الدارين عن كتاب الجوهر الثمين للشيخ حسين ابن علي البغدادي الذي كتبه سنة ١١١٩ عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : سمعت من أبي قال : لمّا نزل الحسين وأصحابه بأرض كربلاء واستقبله ابن سعد بجحافل لا تعدّ ولا تحصى ، ونشبت الحرب بينهما ، أنزل الله النصر على الحسين عليهالسلام وتدلّى على رأسه وخيّره الله بين النصر على العدوّ وبين لقائه فاختار لقاء الله ونادى برفيع صوته : أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ؟ أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ عند ذلك نظر الحرّ بن يزيد الرياحي إلى ابن سعد ... الخ ، ونرجأ ذكر ذلك إلى ترجمة الحرّ عليهالسلام.
والتفت إلى ولده وقال : إن كنت معي فهلمّ إلى الحسين عليهالسلام ، فأجابه ولده ، فقال الحر : الحمد لله الذي خلّصنا من مرافقة الأشرار ، ثمّ أمر ولده أن يحمل عليهم ، فحمل ذلك الشابّ سعيد الجدّ عليهم كالأسد الضاري على قطيع الثعالب ، فكان يعقر ويقتل إلى أن قتل منهم سبعين وأرسلهم إلى جهنّم وبئس المصير.
وكتب ملّا صالح البرغاني في مخزن البكاء أنّ الحرّ قال
لولده : لا طاقة لنا على حرّ جهنّم فهلمّ بنا نذهب إلى معسكر الحسين ، فقال الولد السعيد : أنا لا أعصيك ، وأطيع أمرك ، فأرسله عند ذلك إلى ميدان القتال حتّى قتل منهم خمساً وعشرين رجلاً وأدخلهم دار البوار جهنّم يصلونها وبئس القرار ، ورجع إلى أبيه يشكو العطش ويقول : هل من شربة ماء أتقوّى بها على الأعداء ، أعداء الله ورسوله ؟! فقال الحر : يا بني ، ارجع إلى القتال واصبر ، فعاد إلى القتال حتّى قتل جماعة
منهم