وأما قاتل عثمان بن أمير المؤمنين عليهالسلام فقد روى موسى بن عامر قال : كنت يوماً عند المختار بعد ظهوره وقد بعث خلف خولّى بن يزيد الأصبحي لعنه الله فحاصروا بيته فلم يجد له مهرباً فاختبأ في الكنيف وقد وضع على رأسه قوصرّة ، فلمّا أحاطوا بيته سألوا زوجته : أين خولّى ؟ ولمّا كانت المرأة شيعة لأهل البيت قالت بلسانها : لا علم لي بذلك ، وأشارت بيدها إلى الكنيف ، فقبضوا عليه هناك وأقبلوا به إلى المختار ، فقال : يا عدوّ الله ، قتلت عثمان بن عليّ بن أبي طالب وقتلت جعفراً بن عليّ بن أبي طالب ، وحملت رأس الحسين إلى الكوفة ، ثمّ أمر بإحراقه حيّاً فعجّل الله بروحه إلى نار جهنّم.
في الزيارة الرجبيّة : « السلام على عثمان بن عروة الغفاري ». ولم أعثر على ترجمته في كتب الرجال.
وأمّا عقبة بن أبي العيزار فهو من أصحاب سيّد الشهداء إلّا أنّه لم يستشهد وهو راوي خطبة الإمام في البيضاء ونحن أوردناها في ترجمة الحرّ ، وكذلك راوي خطبة الإمام وأوّلها : « إنّ الدنيا قد تغيّرت » وذكرناها في ترجمة زهير بن القين.
__________________
= أن قال : وجلالة شأنه فوق ما ذكرناه. توفّي في ذي الحجّة السنة الثانية من الهجرة في المدينة الطيّبة. وقيل : هو أوّل من دفن في البقيع ، وروي أنّ النبيّ قبّله بعد وفاته ، ولمّا توفّي ولده إبراهيم قال له : الحق يا بني بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون.
وقال السمهودي في تاريخ المدينة : والظاهر أنّ بنات النبيّ كلّهنّ دفنّ بجواره لأنّ النبيّ وضع حجراً على قبره عندما دفن ليكون علامة على ذلك ، وقال : أضع هذا الحجر علامة على قبر عثمان لكي أدفن أولادي عنده إذا ماتوا) ، منتهى الآمال ، ج ١ ص ٢٦٣.