قال أبو مخنف : وزعموا أنّ رضى بن منقذ العبدي ردّ على كعب بن جابر ، فقال :
فلو شاء ربّي ما شهدت قتالهم |
|
ولا جعل النعماء عند ابن جابر |
لقد كان ذاك اليوم عاراً وسبّة (١) |
|
يعيّره الأبناء بعد (٢) المعاشر |
فياليتني قد كنت من قبل قتله (٣) |
|
ويوم حسين كنت (٤) في رمس قابر |
(فيا سوأتا ماذا أقول لخالقي |
|
وما حجّتي يوم الحساب القماطر) (٥) |
ويظهر من أشعار هذا الخبيث أنّه على مذهب الجبريّة لأنّه يقول : لو لم يكن الله قد قدّر عليَّ الحضور لما حضرت قتالهم ولم تكن لابن جابر نعمة في عنقي ولقد أصبح يوم عاشوراء عاراً عليَّ ، ويعيّرنا الناس صاغراً عن كابرى في الأندية والمجامع العامّة وانقلب إلى ذمّ لي ومن قائل يقول : ليتك كنت حيضة وكنت تحت أطباق الثرى في ذلك اليوم فما هي حجّتك يوم تلاقي ربّك في المحشر ، فما هي حجّتي ؟ وماذا عسى أن أقول ؟ أقول : كسبت العار واللعنة الأبديّة والعذاب الأليم وخسرت خسراناً مبيناً (٦).
اسمه في الزيارة الرجبيّة : « السلام على بدر بن لقيط ». ولم يرد أكثر من هذا في
__________________
(١) عند المؤلّف بدل هذا المصراع : لقد كان ذا عاراً عليًّ وسبّة.
(٢) عند المؤلّف « عند » بدل « بعد ».
(٣) عند المؤلّف بدل هذا المصراع : فياليتني قد كنت في الرحم حيضة.
(٤) عند المؤلّف : « ضمن » بدل « كنت ».
(٥) مقتل أبي مخنف ، ص ١٢٧. وما بين القوسين ممّا انفرد المؤلّف بإيراده.
(٦) الظاهر أورد المؤلّف هذا الكلام ترجمة للشعر وما كان ينبغي عليَّ تعريبه ولكنّي عرّبته لارتباطه بمذهب الجبر الذي أشار إليه المؤلّف. (المترجم)