قتلها غلام لشمر وسوف تأتي ترجمتها الكاملة مع ترجمة وهب إن شاء الله.
يجب أن لا يفوت القارئ أنّ زهير بن القين من الرجال المرموقين ومن الفرسان صائدي الأُسود ، ومن الخطباء الفحول ، والأصحاب الأوفياء ، وكان على ميمنة الحسين عليهالسلام ويُعرف بأصالة الرأي والحكمة وحسن القيادة والشجاعة والمقاتلة واللّابس لكلّ ظرف لبوسه ، لا تجده إلّا في المقدّمة في الحوادث الكبار قولاً وعملاً ، يتقدّم الرعيل بخطى الواثق الشجاع ، وأقواله الآتية دليل على ذاته.
في كتاب الدرّ النظيم وهو من تأليفات جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي المعاصر لابن طاووس وتوجد نسخته الخطّيّة في حيازتي ، روى بسنده عن بعض بني فزارة وكان السدّي يقول أيضاً في زمن الحجّاج بن يوسف الثقفي قال : التقيت يوماً في منزلي برجل من قبيلة بني فزارة فقلت له : أخبرنا عن لقاءك بالحسين مع زهير في سفركم إلى العراق ، قال : خرجنا مع زهير بن القين البجلي من مكّة نريد العراق ، وكنّا نكره النزول مع الحسين في منزل واحد خوفاً من بني أُميّة ، فكنّا نرحل إذا نزل ، وننزل إذا رحل « إلى أن نزلنا منزلاً لم نجد بُدّاً عن مقاربة
__________________
(١) قين ـ بفتح القاف وسكون الياء ـ في الأصل اسم للعبد وللحداد ، والأنماري نسبة إلى أنمار بن أراش من كهلان من القحطانيّة لا أنمار بن نزار بقرينة البجلي فإنّه نسبة إلى بجيلة على وزن نخيلة وهم بطن من أنمار بن أراش ، وبجيلة اسم أمهم.
وقال في العِبر : هم بنو بجيلة بن أنمار بن أراش ، وكان زهير بن القين رجلاً شريفاً في قومه نازلاً فيهم بالكوفة شجاعاً ، له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة ، وكان أوّلاً عثمانيّاً فحجّ سنة ستّين مع أهله ثمّ عاد من الحجّ فوافق الحسين في الطريق ومال إليه واستشهد بين يديه رضياللهعنه.