ثمّ حمل عليهم كالليث الضاري على قطيع الثعالب حتّى قتل منهم ثمانية عشر رجلاً ثمّ استشهد إمام الحسين عليهالسلام. ويقول الكميت في رثائه :
سوى عصبة فيها حبيب مرمّل |
|
قضى نحبه والكاهليّ معفَّر |
عدّه ابن شهر آشوب في المناقب وابن أعثم الكوفي والعاملي في أعيان الشيعة ، والقمّي في نفس المهموم ، وصاحب الناسخ من شهداء كربلاء ، وذكر هؤلاء بأجمعهم أنّ أنيس بن معقل خرج إلى ميدان القتال وهو يرتجز بهذا الرجز :
أنا أنيس وأنا ابن معقل |
|
وفي يميني نصل سيف مصقل |
أعلو به الهامات وسقط القسطل |
|
عن الحسين الماجد المفضّل |
|
ابن رسول الله خير مرسل (١) |
|
ثمّ انحدر عليهم كالسيل من علّ وكالنمر الشرس ، وأعمل السيف فيهم فرياً وبرياً حتّى قتل نيّفاً وعشرين رجلاً ثم استشهد بين يدي الحسين عليهالسلام.
أُديرت كؤوس للمنايا عليهم |
|
فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذي سكر |
فأجسامهم في الأرضى قتلى بحبّهم |
|
وأرواحهم في الحجب نحو العلا تسري |
فما عرسوا إلّا بقرب حبيبهم |
|
ولا عرجوا من مسّ بؤس ولا ضرّ |
وقال الآخر :
قوم إذا فتحوا العجاج رأيتهم |
|
شمساً وخلت وجوههم أقمارا |
لا يعدلون برفدهم عن سائل |
|
عدل الزمان عليهم أو جارا |
وإذا الصريخ دعاهم لملمّة |
|
بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا |
* * *
__________________
(١) المناقب لابن شهرآشوب ، ج ٢ ص ٢٥٢.