أقول : لا يخفى أنّ السيّد بن طاووس في اللهوف ذكر محمّداً بن بشر مكان بشر بن عمرو وأعطاه خصائص أحواله ، واقتفى اثره صاحب نفس المهموم ولكنّه في منتهى الآمال عدّه من الشهداء وهو الأصحّ لأنّ الزيارة والمؤلّفون في الرجال جميعاً ذكروه باسم بشر مضافاً إلى أنّه في منتهى الآمال ذكر أبيات الفضل ابن العبّاس بن الحرث بن عبدالمطّلب التي ذكر فيها الشهداء في الحملة الأُولى كما يقول مخاطباً بني أُميّة ويذمّهم ويذمّ أفعالهم :
أرجعوا عامراً وردّوا زهيراً |
|
ثمّ عثمان فارجعوا غارمينا |
فارجعوا الحرّ وابن قين وقوماً |
|
قتلوا حين جاوزوا صفّينا |
أين عمرو وأن بشر وقتلى |
|
منهم بالعراء ما يدفنونا |
ومراده من ابن بشر ، بشر بن عمرو الحضرمي لأنّ هذا الاسم لا يشركه به أحد في أصحاب الحسين عليهالسلام ووجود محمّد بن بشر معه لا ينافيه. وظاهر أقوال الإمام أنّه كان في كربلاء ولذلك قال له : أعطه هذه الثياب .. الخ.
يقول العلّامة السماوي في إبصار العين عن الحدائق الورديّة (١) : كان بكر ممّن خرج مع ابن سعد إلى حرب الحسين عليهالسلام حتّى إذا قامت الحرب على ساق مال مع الحسين عليهالسلام على ابن سعد فقتل بين يدي الحسين عليهالسلام في الحملة الأُولى (٢).
وعدّه في منتهى الآمال من شهداء الحملة الأُولى ، وذكره المامقاني بهذا العنوان أيضاً.
__________________
(١) قال في الإصابة : بكر بن حي بن عليّ بن تيم الله بن ثعلبة له إدراك ، ولولده مسعود ذكره في الكوفة في زمن الحجّاج بن يوسف وكان فارساً شجاعاً ذكره ابن الكلبي. (منه)
(٢) إبصار العين ، ص ١١٣.