قال أهل السير : ولمّا قتل عبيدالله أرسل قمر بني هاشم أخاه عثمان إلى ميدان القتال .. فحمل شبل حيدر الكرّار على القوم كأنّه شعلة نار على جيش الكفّار وهو يرتجز :
إنّي أنا عثمان ذو المفاخر |
|
شيخي عليّ ذو الفعال الطاهر |
هذا حسين سيّد الأخاير |
|
وسيّد الصغار والكباير (١) |
وأضاف إليه في الناسخ هذين الشطرين :
وابن عمّ للنبيّ الطاهر |
|
بعد الرسول والوصيّ الناصر |
وبعد الجلاد والجدال رماه خولّى بن يزيد الأصبحي بسهم فأرداه إلى الأرض فأقبل عليه رجلٌ من قبيلة بني أبان بن دارم مسرعاً إليه فقطع راسه وأخذه معه ، وقال أمير المؤمنين : سمّيته باسم عثمان بن مظعون (٢).
__________________
(١) لواجع الأشجان ، ص ١٧٩ « وسيّد الصغار والأكابر » ، « وسيّد الكبار والأصاغر » ـ خ ل.
(٢) مظعون ـ بطاء معجمة ساكنة ـ كان من خيار أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وزهّادهم ونسّاكهم وهو عثمان بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي ، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً وهاجر الهجرتين وشهد بدراً وكان أوّل رجل مات بالمدينة سنة اثنين من الهجرة ، وكان ممّن حرّم على نفسه الخمر في الجاهليّة ومَن أراد الاختصاء في الإسلام فنهاه رسول الله وقال له : عليك بالصيام فإنّه قاطع الجماع ، ولمّا مات جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بيته فقال : رحمك الله ثمّ انحنى عليه فقبّله ، فلمّا رفع رأسه كان أثر البكاء عليه ، فصلّى عليه ودفنه في بقيع الغرقد ووضع حجراً على قبره وجعل يزوره ، ثمّ مات إبراهيم ولده بعده ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الحق يا بني بفرطنا عثمان بن مظعون. ولمّا ماتت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الحقي يا بنيّ بسلفنا الخيّر عثمان بن مظعون. (وقال المامقاني : كنيته أبو السائب وهو الزاهد العابد الذي ترك الدنيا وترك اللذّات والنساء فشكت امرأته إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فمنعه عن ذلك ، وكان أخاه من الرضاعة وقبّله بعد موته وقال فيه : كان يحبّ الله ورسوله ـ إلى أن قال : ـ فالرجل فوق مرتبة الوثاقة.
وفي منتهى الآمال تعقيباً على
شهادة عثمان بن عليّ عليهماالسلام أشار إلى ترجمة عثمان بن مظعون إلى
=