وأصحاب المقاتل والمحدّثين أسفارهم وطروسهم وكتبهم باسمه واعتبروه من أكابر الشيعة وأثنوا على شجاعته وفصاحة لسانه ومدخوا تهجّده بالقرآن وكان قد تحمّل من الكوفة إلى كربلاء وكان ضمن الرسل الذين أرسلهم الإمام الحسين عليهالسلام أيّام الهدنة إلى ابن سعد لعنهما الله.
وقال في منتهى الآمال : كان حنظلة بن أسعد الشبامي من الموقنين ، أقبل يوم العاشر ووقف أمام الحسين عليهالسلام يقيه بنفسه ويصنع من جسمه ترساً له ليحميه من رمي السهام وطعن الرماح وضرب السيوف ، وكان يتلقّى جراح السيوف والأسنّة الموجّهة إلى الإمام بمهجته ويناديهم : يا قوم ، إنّي أخاف عليكم أن يحلّ بكم عذاب الأُمم السالفة وأن ينزل بكم عذاب قوم نوح وعاد وثمود ومن بعدهم ممّن سلك طريقهم وما الله يريد ظلماً للعباد ، وإنّي أخاف عليكم يوم القيامة يوم يصرف بوجوهكم من المحشر إلى نار جهنّم ولن يجيركم من عذاب الله أحد ، يا قوم لا تقتلوا حسيناً فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى ، وهو بهذا يشير إلى نصائح مؤمن آل فرعون.
وبناءاً على ما ذكر في بعض المقاتل إنّ الإمام ناداه : يابن سعد ، رحمك الله ،
__________________
= بن نوف بن همدان الهمداني الشبامي ، وبنو شبام بطن من همدان ، وشبام اسم جبل سكنه حنظلة بن أسعد الشبامي وكان له ولد يُدعى عليّاً. راجع ترجمته في ص ٧٧ من إبصار العين.
وذكر الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين والعسقلاني في الإصابة والجزري في أُسد الغابة والمقامقاني في رجاله والمفيد في الإرشاد والسيّد في اللهوف وفي زيارة الناحية والرجبيّة : « السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي ». قال السيّد في اللهوف : فوقف بين يدي الحسين عليهالسلام يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره ، وأخذ ينادي : يا قوم ، إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلماً للعباد ، ينادي : يا قوم إنّي أخاف عليكم يوم التناد يوم تولّون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ، يا قوم لا تقتلوا حسيناً فيُسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى. (منه رحمهالله)