فمن قائم يستعرض النّبل وجهه |
|
ومن مقدم يلقى الأسنّة بالصدر (١) |
ويقول الكعبي :
واستبانت على الوفا وتواصته |
|
وأضحى كما تواصت وفاها |
تتهادى إلى الطعان اشتياقاً |
|
ليت شعري هل في فناها بقاها |
ولقد أخبر الرواة حديثاً |
|
صحّ لي عن طريقتي وهداها (٢) |
أنّه لم يصب حسيناً من القوم |
|
جراح إلّا عقيب فناها |
لم تكن ترتقي إليه سهام |
|
دون أن تفتدي حشاه حشاها |
تتلقى نحورها البيض والسُّمر |
|
ومقصودها لنحر سواها |
ذات حتّى ثوت موزّعة الأشلاء |
|
صرعى سافي الرياح كساها (٣) |
وفي ليلة عاشوراء حين أذن الإمام عليهالسلام للقوم بالانصراف وقال لهم في خطبته : إنّ هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وانجوا من الهلاك ، فقام أهل بيته وفدّوه بأنفسهم وأظهروا الإخلاص والوفاء ، ثمّ قام عبدالله بن سعيد الحنفى وآخرون وقالوا : يابن رسول الله ، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا نبيّه محمّداً فيك ، والله لو علمت أنّي أُقتل ثمّ أُحيا ثمّ أُحرق حيّاً ثمّ أُذرّ ، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً (٤). (٥)
__________________
(١) أعيان الشيعة ، ج ٧ ص ٧٢.
(٢) هذا البيت لا يوجد في القصيدة وهو لا يشبه شعر الكعبي بل لا ارتباط له بالمعنى.
(٣) الدرّ النضيد ، ص ٣١٨ ؛ وليلة عاشوراء في الحديث والأدب ، ص ٤٠٤.
(٤) إبصار العين ، ص ١٢٦.
(٥) وفي زيارة الناحية المقدّسة :
« السلام على سعيد بن عبدالله الحنفي القائل للحسين وقد أذن له
=