فلمّا رأى أن لا محيص من الردى |
|
وأنّ مراد القوم منه كبير |
فقال لأهليه وباقي صحبه |
|
ألا إنّ لبثي فيكم ليسير |
عليكم بهذا الليل فاستتروا به |
|
فقوموا وجدّوا في الظّلام وسيروا |
فما بُغية الأرجاس غيري وخالقي |
|
على كلّ شيء يبتغيه قدير |
فقالوا معاذ الله سلمك للعدى |
|
وتضفى علينا للحياة ستور |
وأيّ حياةٍ بعد فقدك تُرتجىٰ |
|
وأيّ فؤادٍ يعتريه سرور |
ولكن نقي عنك الرّدى بسيوفنا |
|
ونمنح جنّات النعيم وحور |
وسعيد هذا هو الذي حمل للحسين آخر كتب أهل الكوفة في مكّة مع هاني بن هاني السبيعي (١) فقدما به إلى مكّة عجلين ، فلمّا قرأ الحسين عليهالسلام قال : كم القوم ؟ فقال سعيد بن عبدالله الحنفي : إنّهم جماعة منهم شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ويزيد بن الحارث ، ويزيد بن رويم ، وعروة بن قيس ، وعمرو بن الحجّاج ، ومحمّد بن عمير بن عطّار ، ثمّ أجابهم الإمام على كتابهم وختمه وأعطاه إلى سعيد
__________________
= في الانصراف : لا والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك ، والله لو أعلم أنّي أُقتل ثمّ أحيا ثمّ أُذري ، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك وكيف أفعل ذلك إنّما موتة أو قتلة واحدة ثمّ بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً ، فلقد لقيت حمامك وواسيت إمامك ولقيت من الله الكرامة في دار المقام ، حشرنا الله معكم في المستشهدين ، ورزقنا مرافقتكم في أعلى علّيّين. (منه رحمهالله)
(١) وصورته كما يلي : « بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين ، من شيعته وشيعة أبيه عليهالسلام. أمّا بعد ، فإنّ الناس ينتظرونك ذلك لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله ، وقد اخضرّ الجناب ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم إلينا إذا شئت وإنّما تقدم على جنود لك مجنّدة ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك ». (منه)