قال الشيخ محمّد حسين القزويني في المجلس العاشر من المجلّد الثاني من رياض الشهادة ص ١٩٨ : فخرج من بعده عبدالله بن عليّ فأقبل على الإمام عليهالسلام وقال : يابن والدي ، لم يبق في قوس الصبر منزع فراق الأحبّة والإخوان ، وبلغت روحي التراق من شدّة العطش فأذن لي حتّى ألحق بهم ، وأتحرّر من هذا العالم الفاني ، فأذن له وعينه تدمع ، فهجم عليهم عبدالله. وروي أنّه قتل في الحملة الأُولى مائة وسبعين رجلاً فأرسل هؤلاء الأشقياء إلى دار البوار هذا العدد .. الخ.
يخوض بهم بحر الوغى فكأنّه |
|
لوارده عذب الأُجابة بارد |
إذ اعتقلوا سمر الرماح وجرّدوا |
|
سيوفاً أغارتها البطون الأساود |
فليس لها إلّا الصدور مراكز |
|
وليس لها إلّا النحور مغامد |
يلقون شدّات الكُمات بأنفسٍ (١) |
|
إذا غضبت هانت عليه الشدائد |
إلى أن هووا في التُّرب صرعى كأنّهم |
|
نخيل أمالتهنّ أيد عواضد |
أُولئك أرباب الحفاظ سمت بهم |
|
إلى الغاية القصوى النفوس المواجد |
__________________
= حمل على أخيه جعفر فقتله (جعفر بن عليّ أيضاً ـ نفس المهموم) ورمى يزيد الأصبحي عثمان ابن عليّ بسهم فقتله [ ثمّ دنى ـ المؤلّف ] (ثمّ خرج ـ نفس المهموم) إليه فاحتزّ رأسه فأتى به عمر بن سعد فقال له : أُثبني ، فقال عمر : عليك بأميرك ، يعني عبيدالله بن زياد (فله ـ نفس المهموم) (فسله ـ المؤلّف) أن يثيبك. وبقي العبّاس بن عليّ عليهماالسلام أمام الحسين يقاتل دونه ويميل معه حيث ما مال حتّى قُتل (رحمة الله عليه ـ نفس المهموم). الأخبار الطوال ، ص ٢٣٠. وقد ذكر المحدّث القمّي رحمهالله في الحاشية وبينه وبين الدينوري اختلاف في بعض الكلمات أشرنا إليها ، راجع الأخبار الطوال ط القاهرة سنة ١٩٦٠ ص ٢٥٧ ، ونفس المهموم ، ص ٢٩٥ و ٢٩٦.
(١) كذا هي عند المؤلّف ولا تستقيم وزناً ومعنى ، وأحسبها « الكلوم » والواقع أنّ المؤلّف لم يدلّ على مصدرها لنوازن بينهما وأنا في شكّ من بعض كلمات القطعة.