الصائل أو الشهاب الحارق ، وقلب الميمنة على الميسرة ، وحمي أتون الحرب فقال مرتجزاً :
أنا زهير وأنا ابن القين |
|
وفي يميني مرهف الحدّين |
أذودكم بالسيف عن حسين |
|
إنّ حسيناً أحد السبطين |
ابن عليّ طاهر الجدّين |
|
من عترة البرّ التقي الزّين (١) |
ذاك رسول الله غير المين |
|
يا ليت نفسي قسمت قسمين (٢) |
وعن إمام صادق اليقين |
|
أضربكم محامياً عن ديني |
أضربكم ولا أرى من شين |
|
أضربكم ضرب غلام زين (٣) |
وحمل عليهم كالصاعقة النارية بعد أن أتمّ رجزه وغاص في أوساطهم ، وقلب الميمنة على الميسرة حتّى قتل منهم مقتلة عظيمة.
وفي رواية محمّد بن أبي طالب المذكورة في البحار : كان عدد القتلى مائة وعشرين رجلاً من صناديد الكوفة (٤).
وفي رواية أبي مخنف أنّ شهادة زهير كانت بعد شهادة حبيب بن مظاهر ، ولمّا استشهد حبيب بان الانكسار في وجه الحسين عليهالسلام ، فقال له زهير : بأبي أنت وأُمّي ، ما هذا الانكسار الذي أراه في وجهك ؟ ألست تعلم أنّا على الحقّ ؟! قال : بلى والله أنّي لأعلم علماً يقيناً أنّي وإيّاكم على الحقّ والهدى ، فقال زهير : إذاً
__________________
(١) المناقب ، ج ٣ ص ٢٥٣ باستثناء أشطر ؛ الأمالي ، ص ٢٢٤ ؛ روضة الواعظين وفيهما « أذبّكم بالسيف ».
(٢) بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٢٥ ؛ العوالم ، ص ٢٦٩.
(٣) يعزى شطران منها إلى أبي الفضل ، مناقب ابن شهر آشوب ، ج ٣ ص ٢٥٦.
(٤) بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٢٥.