زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول : هنيئاً لك الجنّة ، أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك. فقال شمر لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود فشدخها فماتت مكانها (١).
لا يخفى أنّ صاحب إبصار العين اقتصر على وهب هذا ولم يذكر آخر بهذا الاسم من قبيل وهب بن عبدالله بن حباب الكلبي مع كونه من الشهداء المشهورين وما مرّ سلفاً هو التفضيل الذي ذكره في ترجمة عبدالله بن عمير. لكنّنا نجد التفصيل ذاته مذكوراً في البحار ونفس المهموم ومنتهى الآمال والناسخ وروضة الشهداء ومهيّج الأحزان ومخزن البكاء والتحفة الحسينيّة وغيرها من الكتب في ترجمة وهب بن عبدالله بن جناب الكلبي.
ويذكر الخوارزمي في مقتله نفس الحكاية في شهادة وهب خلا أنّه لا يذكر عن عبدالله بن عمير شيئاً (٢).
والكتب المذكورة (٣) ذكرت التفصيل المتقدّم في شهادة عبدالله بن عمير أيضاً وليس من المحتمل اتّحاد الاثنين لأنّ عبدالله بن عمير من الشيعة المعروفين في الكوفة وهو مذكور في كتب الرجال وكان قد خرج من الكوفة ووصل كربلاء يوم الثامن من محرّم الحرام بخلاف وهب النصراني ، وكان معه أُمّه وحدها وفي قصر بني مقاتل في الطريق أسلم على يد الحسين عليهالسلام مِن ثَمّ لا تجد له ذكراً في كتب
__________________
(١) إبصار العين ، ص ١٠٧.
(٢) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٢ وينسب الحديث إلى أُمّه وأنّ غلام شمر قتلها حيث يقول : فجائت اليه أُمّه تمسح الدم عن وجهه .. الخ.
(٣) لا نعرف عن هذه الكتب شيئاً ، أمّا التي ذكرها سلفاً فقد قال عنها أنّها ذكرت الحادثة في ترجمة وهب بن عبدالله بن جناب الكلبي وربّما تكون كتباً أُخرى ولكن المؤلّف عوّل على شهرتها فلم يشر إليها.