فقال : أطلق سراحي لأتواري وأنا أعطيك عشرة آلاف دينار في مقابل ذلك ، فقال مقاتل : لو أعطيتني الدنيا جميعاً ما تركتك لأنّي أرجو النعيم بقتلي إيّاك.
ولمّا وقعت عين مقاتل على مكان مقتل الطفلين وعلى دمائهما بكى بكاءاً شديداً وتمرّغ بدمائهما ثمّ عمد إلى الحارث فقطع يديه ثمّ ثنّى برجليه ثمّ قلع عينيه ثمّ خرق بطنه ووضع داخلها ما أبانه من جسده وربط به صخرة ثمّ رماه في النهر فلم يقبله الماء ، ورماه إلى الساحل ، فوضعوه في بئر وطمّوها بالحجارة والصخر والتراب ثلاث مرّات فكانت الأرض تلفظه ، عند ذلك أحرقه وصيّره رماداً ثمّ ذرّاه في الريح ، ولمّا رموا بالرأسين في الماء خرج الجسدان وأخذ كلّ جسد رأسه واعتنق أحدهما الآخر وغاصا في الماء (١).
كأنّ رسول الله من حكم شرعه |
|
على أهله أن يُقتّلوا أو يُصلَّبوا |
أبادوهم قتلاً وأسراً ومثلة |
|
كأنّ رسول الله ليس لهم أب |
وفي كلّ نجد والبلاد وحاجر |
|
لهم قمرٌ يهوي وشمس تغيّب |
كأن لم يكن هدي النبيّ هداهم |
|
ولا حبّهم فرض من الله يوجب |
__________________
(١) أقول : ما وضعت هذه الحكاية الكاذبة إلّا لتبييض وجه ابن زياد لعنه الله وسوّد وجهه ، إذ متى كان ابن زياد يملك هذه الإنسانيّة فيعطف على الطفلين ويأسى لحالهما ويلوم قاتلهما ويقرعه ويعاتبه على تهاونه بالأخلاق حيث خفر ذمّة الضيف وقسى على الطفلين فيأمر بقتله بيد شيعة أهل البيت وهو الذي أباد خضراء الشيعة واستأصل شأفتهم في الكوفة وكان في ضراوة الذئب على كلّ أحد بمن فيهم الطفل الصغير والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة ، إنّي لا أملك إزاء هذه الطامّات إلّا لعن واضعها والاستغفار لشيخنا الجليل المرحوم ذبيح الله المحلّاتي على نقله مثل هذا الكذب ، ولكنّ المعروف عن الشيخ التساهل برواية القصص. (المترجم)