وأمّا جدّ عائلة آل المقرّم ، فهو السيّد قاسم ، وقد نزح من أراضي (الحسكة) ، حيث كانت له أراضٍ يباشرها ، وجاء إلى النجف الأشرف لجوار سيّد الوصيين (عليه السّلام) ؛ ولأن بعض أفراد العائلة كان يقيم في النجف. كذا سجل (المُترجَم له) في بعض أوراقه.
كان نزوحه في القرن الثاني الهجري ، ومنذ حلَّ في دارهم الحالية جدَّ في طلب العلم حتّى صار علماً من الأعلام ، وكان مرموقاً لدى علمائها وأفاضلها ، وكانت داره مرتاداً لذوي الفضل ، وكثيراً ما كان يقيم الحفلات لأهل البيت (عليهم السّلام) ويعقد المجالس لذكراهم. كان نسابة ومن أئمة الجماعة وله مؤلفات ، منها : حاشية على كتاب (الانساب) لأبي الحسن الفتوني العاملي المتوفى سنة (١١٣٨) هـ ، وحاشيته هذه غير متصلة في ذكر الآباء والأجداد او ذكر الفروع بالاحرى ، وحاشية اُخرى على كتاب (عمدة الطالب) لابن عنبه الداوري الحسيني المتوفى سنة (٨٢٨) هـ. ومترجمنا رحمه الله لم يشتغل في قضايا الأنساب المتأخرة ، وقد كان يتحرج من الخوض في شؤونها ، على أنه ملم واسع المعرفة بأخبار الرجال والرواة وبمن يتفرع من الاصائل ، ولذلك لا يعسر عليه فهم قيمة الحديث والخبر ، او الرواية من معرفة الاسم المكذوب ، او بالأحرى المفتعل ، او الاخلاق التي كان يتسم بها الرجل او يشتهر بها.
ولا يعزب عن البال أنّ جدّه لأمه السيّد حسين المتوفى في أواخر عام (١٣٣٤) هـ ، كان هو الآخر إمام الجماعة ومن المشتغلين بالتدريس ، وكان خاله السيّد أحمد ابن السيّد حسين المتوفى أيضاً سنة (١٣٣٤) هـ من أهل الفضل والعلم ، وقد أنجب أولاداً أربعة ، عرف منهم : السيّد ابراهيم ابن السيّد أحمد المتوفى سنة (١٣٥٨) هـ عالم فاضل ، وكان ذا نظر وفقه واسع ، وحضر عنده كثير ممّن صاروا في منازل علمية جليلة ، وقد درس ردحاً من الزمن في مدرسة الإمام الشيح محمّد حسين آل شيخ علي كاشف الغطاء رحمه الله.
٤ ـ مشايخه
١ ـ جدّه العالم الورع التقي السيّد حسين ، المتوفى عام (١٣٣٤) هـ ، وقد عني بتنشئته وتربيته وتعلمه.