يحفظوني ، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك» ، ولم يزل راكعاً وساجداً حتّى الصباح (١).
وأرسل الوليد من يتعرّف له خبر الحسين ، وحيث لم يصبه الرسول في منزله ، اعتقد أنّه خارج من المدينة ، فحمد الله على عدم ابتلائه به.
وعند الصباح لقي مروان أبا عبد الله (ع) ، فعرفه النصيحة التي يدخرها
__________________
(١) مقتل العوالم ص ٥٤ والبحار ج ١٠ ص ١٧٢ عن محمد بن أبي طالب إن مسألة وجود الأنبياء والأوصياء في قبورهم أو أنهم مرفوعون إلى السماء محل الخلاف لاختلاف الآثار. ففي كامل الزيارات والتوحيد والمجالس والعيون والخصال للصدوق والخرايجك للراوندي والبصائر ص ١٣٠ أخبار دلت على وجود نبينا (صلّى الله عليه وآله) وعلي والحسين ونوح وشعيب وخالد العبسي ويوشع بن نون وعظام آدم وعظام يوسف وعظم النبي المذكور في خبر الاستسقاء في الأرض وإنها أول ما تنشق عن نبينا (صلّى الله عليه وآله) ولهذه الأخبار اختار السيد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي في رسالة كتبها في المسألة انهم موجودون في قبورهم ، ولكن في كامل الزيارات ص ٣٩٠ باب ١٠٨ وتهذيب الطوسي آخر المزار باب الزيارات ما من نبي أو وصي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه إلى السماء ، وفي تهذيب الشيخ الطوسي لا يبقى اكثر من أربعين يوماً فيرفع إلى السماء. والاختلاف بينهما أما لبيان الغاية في القلة والكثرة أو للاختلاف في مراتبهم ، وفي شرح الأربعين للمجلسي ص ٧٦ جمع آخر بين الخبرين وهو أن بعضهم يرفع بعد الثلاثة وبعضهم بعد الأربعين. واحتمل أن تكون الاخبار واردة لقطع طمع الخوارج عن النبش. وممن وافق على رفع الاجساد الأصلية الشيخ المفيد في المقالات ص ٨٤ والكراجكي في كنز الفوائد ص ٢٥٨ والمجلسي في مرآة العقول ج ١ ص ٣٧٣ والشيخ يوسف البحراني في الدرة النجفية ص ٢٦٦ والمحدث النوري في دار السلام ج ٢ ص ٣٣١ وذهب الفيض في (الوافي) الى أنهم يرتفعون بالأجساد المثالية وتبقى العنصرية في الأرض ، وفي مرآة العقول ج ١ ص ٢٢٧ أن جماعة ذهبوا الى رجوعهم الى ضرائحهم بعد الرفع.
ولما سأل ابن الحاجب شيخنا المفيد عن معنى حضور الوافدين الى هذه الضرائح؟ حينئذ أجابه الشيخ المفيد بأنه انما جاء العباد الى محال قبورهم وان لم يكونوا فيها اكباراً لهم وتقديساً للمواضع التي حلوا فيها ثم ارتفعوا عنها وهذا مثل تبعد الله العباد بالسعي الى بيته الحرام مع انه سبحانه لا يحويه مكان وانما ذلك ذلك تعظيم له وتجليل لمقامه جل شأنه.
وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر في ٢١٣ عن ابن العربي ان الأنبياء ترد اليهم أرواحهم في القبور ويؤذن لهم في الخروج والتصرف في الملكوت العلوي أو السفلي فلا مانع من أن يرى النبي (صلّى الله عليه وآله) الكثيرون لانه كالشمس. وفي وفاء الوفاء للسمهودي ج ٢ ص ٤٠٧ الفصل الثاني في بنية المزارات روى عنه انه (صلّى الله عليه وآله) قال : ما من نبي دفن الا وقد رفع بعد ثلاث غيري فاني سألت الله تعالى أن أكون بينكم إلى يوم القيامة وروى عبد الرزاق ان سعيد بن المسيب رأى قوماً يسلمون على النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال : ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين ... وفي روح المعاني للآلوسي ج ٢ ص ٣٧ سورة الاحزاب آية (ما كان محمداًَ أبا أحد من رجالكم) أحاديث عن أنس قال (صلّى الله عليه وآله) ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحاً. وعن سعيد بن المسيب وأبي المقدم ثابت بن هرمز ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين يوماً .. ومن الأخبار ما ذكره امام الحرمين في النهاية والرافعي في الشرح ان النبي قال : أنا أكرم على ربي أن يتركني في قبري بعد ثلاث .. زاد امام الحرمين وروى أكثر من يومين ونقل عن القاضي ابن العربي والروض : ان الأنبياء ترد اليهم أرواحهم بعد ما قبضوا ويؤذن لهم في الخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي ، ثم ذكر رأيه.