في الفلسفة والكلام. وبرغبة من السيّد المقرَّم كتب المرحوم الشيخ الأصفهاني اُرجوزته الكبرى في المعصومين (عليهم السّلام) ، المسمّاة (الأنوار القدسية). ومع أن الناظم اُستاذ في الفلسفة ، وملأ جوانب هذه الاُرجوزة بالمصطلحات العقلية الفلسفية ؛ فقد جاءت سلسة في تراكيبها ، واضحة في أفكارها ومعانيها ، عذبة في جرسها ، ونحن ندري أن الفلسفة بمصطلحاتها ترهق النظم ، وتثقل كاهل الشعر فلا تدعه شعراً. ولم يفتأ المغفور له يكثر من قراءة المناسب من هذه الاُرجوزة في عديد من المجالس التي يقيمها في ذكرى المعصومين (عليهم السّلام) ، وكتاب (مقتل الحسين) هذا لم يغفل الاُرجوزة من الإلماع إلى بعضها ، وفي باب المراثي تجد فصلاً من هذه الاُرجوزة مثبتاً في الحسين (عليه السّلام).
(ج) وأمّا الحُجّة الشيخ عبد الرسول بن الشيخ شريف الجواهري ، المتوفى سنة (١٣٨٩) هـ نوّر الله ضريحه ، فقد كان مثال الورع والعفة وفي أعلى درجات طهارة النفس والتّقى ، وقد لازمه المترجَم له. والشيخ ممّن يُعرف بالاجتهاد والمنزلة العالية في العلم ، وسيدنا المقرَّم ذو صلة وثيقة به ، خصوصاً عند المذاكرة في اُمهات المسائل ودقائق المباحث ، وقد سألت صديقي الفاضل الاستاذ الحاج يحيى الجواهري ، وكان يحضر مجلسهما ، عن طبيعة المباحث التي تدور بين الشيخ والسيّد ، أجاب : إنّ المرحوم المقرَّم كان يورد إيرادات فيما يسمّى (اشتباهات) على الشيخ الكبير صاحب الجواهر في كتابه (الجواهر) ، وكان الفقية الشيخ عبد الرسول يقرّه على تلك ، ويوقفه على الملاحظات التي يبديها في بعض مسائل (الجواهر).
٥ ـ مكانته العلمية
هذا الموضوع لا أجده يسمح لي في الحديث عن مكانة السيّد العلمية وهو والدي ، ولكن هذه المكانة اذا أراد أن يستشفها القارئ الكريم ، فيكفيه ما اُدرج في قائمة المؤلفات التي حررها قلمه ؛ فالخطّية منها والمطبوعة ما فيه غُنية للباحث ونجعةٌ للمرتاد ، ناهيك عن تلك (الأجازات) العلمية التي منحها له أكابر العلماء وهي محفوظة إلى جنب مخطوطاته ، لكن السيّد لم يكن يتبجح بها ، ولا ادري ما اثرُها في نفسه!. أمّا المقدّمات التي كتبها لكثير من